حيث الله تكلّم، لا بدّ أن يكون قال الحقيقة، لأنّه لا يغشّ، ولا يُغشّ.
وتكلّم أخيرًا، في ملء الزّمن، بكلمته الأزليّة يسوع المسيح الّذي تجسّد، وعاش بيننا، وكلّمنا على الآب، ونفّذ الخطّة الخلاصيّة بموته وقيامته.
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
وعد الرّبّ صادق…
وعد الرّبّ ذكريّا وإليصابات، ورزقهما حنانه…
إنّه يوحنّا السّابق، أرسله الرّبّ ليعدّ الطريق… ويحقّق الوعد … ويؤكّد حقيقة الكلمة وصدقها…
مجيء المخلّص… حنان إلهيّ
الرّب أب رحومٌ، يبسط يمينه المقدّسة على من يناديه طالبًا رحمته…
إنّها أنوارٌ ضئيلة تبشّر بولادة المخلّص… مع يوحنّا قرعت أجراس الخلاص، لتعلن بداية عهدٍ جديد، وولادة جديدة مع الرّبّ يسوع…
ميلاد يوحنّا، بشارة بولادة الرّبّ يسوع. ولد قبله بستّة أشهر، لكنّه عرفه بفعل الرّوح القدس، عندما زارت مريم نسيبتها أليصابات. هو الاتي ليعلن يسوع للملأ(لو 3/ 15-18).
لأجل ذلك تحتفل الكنيسة بميلاد يوحنّا، لأنّه يمثّل الأنوار الأولى، قبل بزوغ الفجر مع الطّفل الإله…
إنّها كلمة الرّبّ الصّادقة…
إنّه حنان الله الّذي سيتحقّق بمجيء ابنه ليخلّص البشر. لم يتحنّن الرّبّ فقط على ذكريّا وإليصابات، بل تحنّن على البشريّة كلّها…
“رحمته من جيلٍ إلى جيلٍ للّذين يتّقونه” (لو1/48-50)
الرّبّ حنون، ومعين. ينتشلنا من ضعفنا، يمسك بنا ، لا يدعنا نقع …يدعونا لنتمسّك بوشاح رحمته، يعطينا صولجان الإيمان، ليبعدنا عن الخوف…
همّه الوحيد أن نرتاح، وننجو من وحل الخطيئة، من وهن العبوديّة … يريدنا الرّبّ أن نحيا الحرّيّة ، يريدنا أقوياء، ومخلّصين…
وهذا ما عبّر عنه الكبّوشيّ حين قال “إنّ الله، بوضعه الإنسان على الأرض، لم يتركه عرضةً للجهل، وعماوة العقل. لأنّ الله أب، والأب لا يترك أبناءه، عرضة لجهل الطّريق”
ساعدنا يا ربّ، في هذا الزّمن الميلاديّ، كي نفرغ من قلوبنا كلّ ما يبعدنا عنك، ساعدنا كي نلتمس دفء حنانك، أفض علينا بأنوار روحك القدّوس، أيقظ بصيرتنا من سباتها، لتعي بشرى الخلاص، الّذي تُعدّه إرادتك في حياتنا.