لتقديم تعازيه، اتّصل البابا فرنسيس شخصيّاً بابن صديق له عرفه في الصبا يُدعى ماريو فيرنا، توفّي جرّاء مرض باركنسن في 3 كانون الأول 2018 في نيو جيرسي في الولايات المتحدة الأميركية.
وبحسب ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، قال البابا بالإسبانيّة لابن صديقه خلال الاتصال الذي دام دقيقة: “بلغنا السنّ التي يبدأ فيها الله استدعاءنا”، مؤكِّداً أنّه سيصلّي لصديقه المتوفّي خلال القدّاس المقبل الذي سيحتفل به.
وهذا ما أخبره ماتياس (49 سنة) ابن الدكتور فيرنا، وهو طبيب نفساني للأطفال يعمل في سكارسدايل في نيويورك.
ولطالما سمع أبناء الدكتور فيرنا والدهم يقول إنّه يتبادل وخورخي برغوليو علاقة صداقة وثيقة منذ المراهقة، وإنّ ماريو فيرنا وبرغوليو التقيا في بوينس أيريس في الأرجنتين ضمن مجموعة للعمل الكاثوليكي.
لهذا، بعث ماتياس فيرنا بتاريخ 4 كانون الأول إلى الفاتيكان برسالة عبر الفاكس، ضمّت تعريفاً عنه مع رقمه، أعلم فيها البابا بموت والده.
وبعد أقلّ من 24 ساعة، وفيما كان ماتياس يقود سيّارته، تلقّى اتّصالاً من رقم مجهول: كان البابا فرنسيس.
“عرفت صوته مباشرة وتفاجأت. وفيما كنتُ أخاطبه، كان الأمر بغاية الطبيعيّة، وكان هو إنسانيّاً جدّاً وبغاية الهدوء”.
وقد قال البابا فرنسيس لماتياس إنّه يتذكّر “إل فلاكو”، وهو لقب الدكتور فيرنا في صباه.
وتابع ماتياس قائلاً: “حالما أقفلت الخطّ، شعرت أنّ رجليَّ أصبحتا مثل الكاوتشوك، ثمّ بدأت أبكي. تأثّرت للغاية… كان أبي معروفاً بضيافته وبقدرته على لمس قلوب من يدخلون من الباب. كما وأنّه كان معروفاً بمفاجآته. وبالنسبة إلينا، كان هذا التكريم آخر مفاجأة، وكان أجمل بصيص أمل في حياتي”.