“إنّ القدّيس يوسف هو الرجل الذي يُجيد المرافقة بصمت. إنّه رجل الأحلام”: بهذه الكلمات، وصف البابا فرنسيس القدّيس يوسف النجّار الذي تقول عنه الكتابات إنّه “رجل صالح يحترم الشريعة، وعامل متواضع مغرم بمريم”، وذلك خلال عظته التي ألقاها صباح اليوم من دار القديسة مارتا، بحسب ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وأكّد الأب الأقدس أنّ “الحلم يعني فتح الأبواب للمستقبل”، مشيراً إلى أنّ القدّيس يوسف لعب دوره ورافق ابن الله خلال نموّه “بصمت وبدون أحكام ولا كلام ولا ثرثرة… ساعد القدّيس يوسف يسوع ليكبر وينمو، إذ بحث عن مكان ليولد ابنه فيه، واعتنى به وعلّمه مهنته، كما علّمه الكثير من الأمور… وذلك كلّه بصمت. لم يرَ ابنه يوماً كمُلكيّة، بل تركه يكبر بصمت. “تركه يكبر” هو تعبير قد يساعدنا كثيراً، نحن الذين بطبيعتنا نرغب في التطفّل حيثما كان، خاصّة في حياة الآخرين، ولا نكتفي بهذا، بل نتكلّم عنهم بالسوء أيضاً. القدّيس يوسف ترك يسوع يكبر، وحماه وساعده، لكن بصمت”.
كما وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ القدّيس يوسف “هو رجل الأحلام. فالحلم هو المكان الذي نبحث فيه عن الحقيقة، لأنّنا فيه لا ندافع عن أنفسنا ضدّ الحقيقة… والله يتكلّم أيضاً في الأحلام. ليس دائماً، لأنّه غالباً ما يكون اللاوعي الذي يتكلّم، لكنّ الله يختار أحياناً التكلّم في الأحلام، وهذا واضح في الكتاب المقدّس أليس كذلك؟ عبر جميع الأحلام التي وردت. كان القدّيس يوسف رجل الأحلام لكنّه لم يكن حالِماً ولا خياليّاً. الحالِم هو شيء آخر، أي هو الذي يكون على الغيوم ولا يصوّب نظره إلى الأرض… يوسف كان رجلاً ثابتاً وواقعيّاً، ومنفتحاً”.
بعد هذا الشرح، حثّ الأب الأقدس المؤمنين على “عدم فقدان القدرة على الحلم بالمستقبل”، مشجِّعاً كلّ واحد على “الحلم لأجل العائلة والأولاد والأهل وحتّى لأجل الكهنة والمؤمنين وكلّ ما نريده. احلموا كما يحلم الشباب “الجريئين” والذين ينتهي بهم الأمر بإيجاد الطريق المناسب”.
وختم البابا قائلاً: “يتعلّق الأمر بعدم فقدان القدرة على الحلم، لأنّ الحلم هو فتح الأبواب للمستقبل، والحلم يعني الخصوبة في المستقبل”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا صلّى خلال القدّاس الإلهي على نيّة الأولاد المعوّقين في سلوفاكيا، والذين صنعوا كريات زينة شجرة الميلاد الموضوعة قرب مذبح الكنيسة.