ككلّ سنة خلال فترة العيد، يتوجّه آلاف الحجّاج والسيّاح من العالم أجمع نحو مدينة بيت لحم. لكن بالنسبة إلى مسيحيّي غزّة الخاضعين لقيود على تحرّكاتهم، يبدو أنّ هذا الاحتمال أصبح امتيازاً، خاصّة مع سيطرة السلطات العسكرية الإسرائيلية على الدخول إلى الأراضي الفلسطينيّة.
بناء على ما أورده القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، جرت العادة أن تُصدر السلطات المذكورة تراخيص لمسيحيّي غزّة الذين يرغبون في الذهاب إلى القدس أو إلى الضفّة الغربيّة للاحتفال بالعيد. وبالنسبة إلى ميلاد 2018، أُصدِر 500 ترخيص، إلّا أنّ 220 ترخيصاً فقط سُلِّم لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة، أو أكثر من 55 سنة، ممّا قد يُسبّب بعراقيل ضمن العائلة الواحدة: عندما يكون الأب مثلاً قد حصل على ترخيص فيما الأمّ لا، أو بالعكس، أو تراخيص للأولاد لكن ليس للأهل!
من ناحيته، اعترف المونسنيور الإيطالي جياتشينتو بولس ماركوتزو (النائب البطريركيّ العام للقدس وفلسطين) بأنّه لا يفهم السياسة التي اختارتها إسرائيل في هذا المجال قائلاً: “إنّه منطق احتلال لا نفهمه ولا نبرّره. يجب أن يكون التوجّه إلى بيت لحم للاحتفال بالميلاد حقّاً طبيعيّاً بالنسبة إلى أيّ مسيحيّ من غزّة، وليس امتيازاً”.
في الواقع، كان ماركوتزو موجوداً في غزّة الأحد الماضي برفقة المدبّر الرسوليّ لبطريركيّة اللاتين في القدس المونسنيور بييرباتيستا بيتزابالا، للاحتفال بالميلاد مع الجماعة اللاتينيّة المحليّة، عمَلاً بتقليد مُتّبع. وأشار النائب العام إلى جوّ عام يطبعه الحزن، حتّى ولو كانت الوساطة المصريّة والقطريّة التي حصلت في الأيّام الأخيرة قد خفّفت من حدّة التوتّر في الأراضي الفلسطينيّة، بعد أسابيع من المواجهات.
أمّا بالنسبة إلى الوجود المسيحيّ هناك فهو يتضاءل بشكل كبير، بوجه ظروف غير آمنة ونقص في توقّعات التطوّرات، فيما تبقى الهجرة تجربة لا ترحم. وفيما كان عدد المسيحيّين يبلغ 3000 في غزّة، أصبح اليوم 1200، من أصلهم 120 كاثوليكيّاً لاتينيّاً!