خلال كلمته التي ألقاها لدى معايدة أعضاء الكوريا الرومانية بالميلاد يوم 21 كانون الأوّل الحالي، “لم يراوغ البابا في كلماته حول الاعتداءات الجنسية، بل تكلّم بصراحة”: هذا ما أشار إليه غريغ بوركي مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، وذلك خلال إعلان أصدره بعد لقاء البابا مع الكوريا، بحسب ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، شرح بوركي أنّه استعداداً للّقاء الذي سيجري في شباط 2019 مع رؤساء المؤتمرات الأسقفية في العالم أجمع حول حماية القاصرين، تكلّم الأب الأقدس عن “الاعتداءات الجنسيّة مع مسؤولي الفاتيكان، وبشكل صريح ومباشر. فالبابا قال إنّ الكهنة الذين يرتكبون الاعتداءات إنّما هم جزء من شبكة فساد… وهم ذئاب مريعون يلتهمون أرواحاً بريئة”.
كما وأضاف بوركي في بيانه أنّ البابا “حيّى عمل الصحافيّين والمراسلين الذين كانوا صادقين وموضوعيّين في فضح الكهنة المُعتدين، والذين أوصلوا للآخرين أصوات الضحايا”، مُشيراً إلى أنّ الله لا ينسى الألم الذي يعيشه العديد من القاصرين بسبب بعض المكرّسين.
وقال بوركي إنّ الأب الأقدس وعد بأنّ “الكنيسة لن تُغطّي تلك الحالات، ولن تتوانى عن أخذها على محمل الجدّ وعن تسليم كلّ مَن ارتكب الاعتداءات للعدالة. هذا هو خيار الكنيسة”. وقال أيضاً إنّ الحبر الأعظم طلب من الجميع “مساعدة الكنيسة الأمّ لتمييز الزائف عن الصحيح، لأنّ هذه المهمّة صعبة، خاصّة وأنّ المذنبين يُجيدون الاختباء، فيما بعض الضحايا يُفضّلون التزام الصمت خجلاً وخوفاً”.
كما وأشار بوركي إلى أنّ البابا ختم خطابه “إيجابيّاً” عندما قال: “على الرغم من بؤسنا البشريّ، يتابع نور الله الإشراق في عيد الميلاد، وكنيستنا ستخرج من هذه الأزمنة أجمل وأكثر طُهراً”.