“ها أنا أبشّركم بخبرٍ عظيم يفرح له جميع الشعوب: وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلّص” (لو 2: 10-11).
وُلِدَ يسوع المسيح ليخلّص البشريّة من قيود الخطيئة والشريعة والدينونة الأخيرة “فلمّا ظهر حنان الله مخلّصنا ومحبّته للبشر، خلّصنا” (تيطس 3: 4). يسوع معناه “الله يخلّص”. الكلمة صار جسدًا، ليخلّصنا بمصالحتنا مع الله: أحبّنا الله وأرسل ابنه كفّارةً عن خطايانا. “… بل هو أحبّنا فأرسل ابنه كفّارة لخطايانا ]…[ أرسل ابنه مخلّصًا للعالم” (1 يو 4: 10 و 14). الله مخلّص ويريد أن يخلّص جميع الناس (1 يو 2: 4).
نعم، ميلاد يسوع عرّفنا على الله ومحبّته. نعم، صار إنسانًا ليصيّرنا آلهة. هل ندرك تلك الحقيقة ونعيشها؟ هل نخطو ونتابع درب الخلاص؟ هل نعي حضور الله في حياتنا اليوميّة؟ هل اكتشفنا وجه الله، أي حقيقة الذات الإلهيّة؟
لندع حالة النعمة تُدخل “حياة إلهيّة” في طبيعتنا الإنسانيّة، من خلال إصغائنا لكلمة الله وعيشها. لنعمل على حسن استقبال يسوع، تلك الهبة الكبيرة “عمّانوئيل، الله معنا”. لندخل من خلال الاحتفال بذكرى ولادة المسيح، بسرّ التجسّد الذي يبقى يطبع تاريخ البشريّة بالسرّ العظيم، أي الخلاص.
لنستيقظ من سباتنا، ونؤمن أنّ ولادة المسيح، جلبت لنا الفرح والسّلام. إنّه هو (الفرح العظيم) “هو العيد”.
انتظرناك… وننتظركَ أيّها المخلّص المحبّ للبشر أجمعين. إفتح عيوننا لنرى نوركَ البهيّ. لتكن ذكرى ولادتكَ حدثٌ يتجدّد كلّ يوم، من أجل ثباتنا في الإيمان والرجاء والمحبّة. زِدنا إيمانًا، لكي نواجه صعوبات الحياة وأحزانها وكلّ الحالات السلبيّة التي نسبّبها لأنفسنا وللآخر، ولكَ أيّها الولد العجيب. لنساهم معًا في تخفيف آلام وجروحات ومآسي وأحزان أفراد المجتمع.
ساعدنا لعيش السّلام الحقيقيّ. أبعد عنّا الآلام والخصومات والرذائل. ساعدنا على المحافظة على “إنسانيّتنا التي اتّخذتها أنتَ أيضًا. هبنا الفرح والبهجة والأمان، لنردّد مع الرعاة “هيّا بنا إلى بيت لحم، لنرى هذا الأمر الذي حدث، وقد أعلمنا به الربّ ]…[ ورجع الرعاة وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كلّ ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم” (لو 2: 15 و 20).
نعم، نؤمن بكَ وبقدرتكَ الخلاصيّة وحبّكَ لنا. نعم، فرحنا كبير وخلاصنا مؤكّد. نعم، نسبّحكَ ونمجّدكَ أيّها الملك المخلّص.