“في هذه الليلة، نحن أيضًا نصعد إلى بيت لحم!” تلك كانت دعوة البابا فرنسيس لمناسبة قداس ليلة عيد الميلاد الذي ترأّسه في بازيليك القديس بطرس ليلة الاثنين 24 كانون الأول في تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً. وقد تمّت إنارة البازبليك للمرة الأولى بمئة ألف جهاز LED مما وفّر 90 في المئة من الطاقة مقارنة مع الإنارة السابقة.
اقترح البابا سؤالاً أوّلاً للقيام بفحص ضمير في عيد الميلاد: “في بيت لحم، بالقرب من يسوع، نرى أناسًا يسيرون مثل مريم ويوسف والرعاة. يسوع هو خبز الطريق فهو لا يحبّ الهضم الطويل والمتمدد، بل يسأل الناس أن يسرعوا للخدمة ويقدّموا ذواتهم كخبز مكسور للآخرين. لنتساءل: “في عيد الميلاد، هل أتشارك الخبز مع من لا يملكه؟”
ثم تابع تأمّله حول بيت لحم، وشدد على هذه الحقيقة المطمئنة: “بيت لحم هي علاج للخوف لأنه بالرغم من رفض الإنسان، لا يزال الله يقبله على الدوام: الله هو دائمًا معنا”.
ثم دعا البابا إلى اتخاذ موقف ضروري لتذوّق الميلاد: “يجب أن ننتظر بيقظة، أن نذهب، نخاطر، نخبر عن الجمال: إنها لفتات محبّة. إنّ الراعي الصالح الذي أتى في عيد الميلاد ليقدّم حياته ذبيحة لخرافه، سيتوجّه إلى بطرس في عيد الفصح ومن خلاله إلينا جميعًا ويسألنا السؤال الأخير: “أتحبّني؟” (يو 21: 15). سيتحدد مستقبل القطيع من خلال هذه الإجابة. في هذه الليلة، نحن مدعوون لكي نقول نحن أيضًا: “أحبّك”. إنّ إجابة كلّ شخص منا هي ضرورية للقطيع بكامله”.
وختم البابا: “أريد أن أصل إلى بيت لحم يا رب لأنك هناك تنتظرني. احملني على كتفيك، أيها الراعي الصالح؛ لأنك تحبني، يمكنني أنا أيضًا بدوري أن أحبّك وأمسك إخوتي بيدهم. هكذا يكون الميلاد عندما أستطيع أن أقول: “يا رب، أنت تعرف كلّ شيء، أنت تعلم أني أحبّك” (يو 21: 17).
في الختام، كشف البابا عن تمثال للطفل يسوع وقد قام عشرة أولاد آتين من 4 قارات بتزيين التمثال وفي ختام الاحتفال، حمل البابا التمثال إلى المغارة وبارك الأولاد قبل مغادرة البازيليك. وأما نوايا القداس فتمحورت حول البابا فرنسيس والحكّام والدعوات الكهنوتية والفقراء والمرضى.
ثم غرّد البابا في ختام الاحتفال على حسابه الخاص على تويتر داعيًا إلى “التأمّل بالطفل الإله”: “بتأمّلنا الطفل الإله الذي يشعّ نورًا في تواضع المغارة، يمكننا أن نصبح نحن أيضًا شهود تواضع وحنان وصلاح”.
وكان قد غرّد في 23 كانون الأول: “تذكّرنا شجرة الميلاد بأضوائها أنّ يسوع هو نور العالم، وأنه نور النفس الذي يطرد ظلمة العداوة ويفسح المجال للمغفرة”.
سيتلو البابا رسالته ظهر غد الثلاثاء 25 كانون الأول وسيمنح بركته الرسولية لكلّ من يتابعه عبر التلفاز أو الراديو أو أي وسيلة إلكترونية.