Nativité - Pixabay - Geralt - CC0

ماذا قال يوسف ومريم ليسوع لمّا وُلد؟

مناجاة لطفل المغارة ربّ الأكوان

Share this Entry

هل تساءلتم يوماً عن الحديث الذي دار بين يسوع ومريم ويوسف في المغارة؟؟ وعمّا يمكن أن يكون يوسف ومريم فكّرا به وقالاه للطفل الصغير لكن الإله القدير الذي أمامهما؟ هل دلّلاه كما ندلّل طفلاً أم سجدا له كالرعاة والمجوس على أنّه إلههما؟؟

في هذا اليوم المجيد، فلنتمعّن معاً بجزء من “تسابيح الميلاد” التي وضعها القديس فار أفرام السرياني، كما نشرها موقع الحبل بلا دنس الإلكتروني، علّها تلمس قلوبنا وتُشعرنا بالدفء الروحي الذي قد يكون ينقصنا… وسط ضجيج هذا العالم! ميلاداً مجيداً!

مناجاة على لسان يوسف

كان يوسف يُدلِّل يسوع كطفلٍ، لكنّه يقدّم له العبادة كإله! كإله صالح وجد فيه مسرّته، وكإله عادل كان يوسف يرتعب أمامه في دهشة عظيمة!

“من الذي أعطاني هذا، أن يكون ابن الله العظيم ابناً لي؟!

لقد كنت أغار على أمّك حتى صمّمتُ أن أخليها، ولم أكن أعلم أنّ في أحشائها قد اختبأ كنز عظيم يغنيني فجأة!

لقد خرج داود الملك من جنسي، ولبس التاج.

أمّا أنا فقد بلغتُ إلى حالة بسيطة، فلستُ ملكاً بل نجّار، لكن هوذا قد جاءني التاج، إذ صار رب التيجان في حضني!”

مناجاة على لسان مريم

بمثل تلك الكلمات التهبت أحشاء مريم، وكأنها تداعبه قائلة:

“من الذي وهبني أنا البتول أن أحمل في بطني وألد ذاك الواحد الذي يملأ الكل؟ إنه طفل صغير، لكنّه عظيم! فهو بكلّيته معي، وهو بكلّيته يملأ كل مكان!

في اليوم الذي جاء فيه جبرائيل إلى ضعفي صرتُ حرّة وليس عبدة! فأنا أمة لألوهيتك، وأم لناسوتيتك، يا إلهي وابني! يا ابن الملك… لقد صارت بك العبدة فجأة ابنة للملك.

هوذا أحقر من في بيت داود وهي ابنة الأرض، قد دخلت بك يا ابن داود السماء!

كم أنا مندهشة، فإنّ الطفل الراقد أمامي هو أقدم من كل شيء.

عيناه تحملقان في السماء بغير انقطاع، وفمه يبدو – حسب ظنّي – يلهج بسكونه محدِّثاً الله…

أيها الينبوع… كيف أفتح لك ينبوع اللبن؟! أو كيف أُطعمك، وأنت تقوت الكلّ من مائدتك؟! كيف أقمتك باللفائف يا من تلتحف بأشعّة المجد!؟

يا ابن الواحد… إنّ فمي لا يعرف كيف يدعوك! فإنني أرتعب عندما أتجاسر فأدعوك ابناً ليوسف، لأنك لست من زرعه، وأخاف أن أنكر اسم ذاك الذي خطبت له.

أأدعوكَ إذاً ابناً لكثيرين، وأنت ابن الله الواحد؟! إنّ عشرة آلاف اسم لا تكفيك، فأنت ابن الله وابن الإنسان أيضاً. نعم، أنت ابن داود ورب مريم!

من الذي جعل إله كلّ فم يصمت؟! فقد قام الناس عليّ بسبب حملي الطاهر بك…

من أجلك يا محبّ الكلّ صرت أنا مطوّبة! هوذا أنا الذي حملت وولدت حصناً للناس، صرت مضطهدة!

لقد هاج البحر على أمّك، كما سبق وهاج على يونان! هوذا هيرودس – الموجة الغاضبة – سعت لكي تُغرق رب البحار!

أأهرب أم لا؟ فأنت هو مرشدي يا إله أمّك! سأهرب بك لكي أقتني لي فيك الحياة في كلّ مكان، فالسجن معك ليس هو بسجنٍ، إذ بك ينطلق الإنسان إلى السماء.”

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير