يوم 28 كانون الأول 2018، نشرت صحيفة “لوسيرفاتوري رومانو” رسالة الميلاد الخاصّة بالكاردينال بييترو بارولين أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، والتي وجّهها للشعب العراقي، تحت عنوان “مستقبل وِفاق”، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، قام الكاردينال بارولين بين 24 و28 الشهر الحالي برحلة إلى العراق لمناسبة عيد الميلاد، وقد زار خلال إقامته هناك الأمكنة الرمزيّة للعاصمة العراقيّة وللمنظّمات الخيريّة.
كما وتوجّه الكاردينال إلى إربيل في الكردستان العراقيّ، حيث التقى ممثّلين عن حكومة المقاطعة المستقلّة، وزار العديد من مشاريع الأبرشية الكلدانية، من بينها كنيسة القدّيسين بطرس وبولس، والمركز الرعويّ “دار البابا فرنسيس للرعاية” لكبار السنّ والعائلات الشابة، الجامعة الكاثوليكية والمستشفى الكاثوليكي، بدون أن ننسى ذكر زيارته لسهل نينوى، مروراً بالموصل، حيث زار الكنيسة السريانية الكاثوليكية التي أُعيد ترميمها، ودير القديس بربارة.
وفي 28 كانون الأول، احتفل بارولين بقدّاس إلهيّ مع بطريرك الكنيسة الكاثوليكية السريانيّة، أغناطيوس يوسف الثالث يونان، في مدينة قراقوش، قبل العودة إلى روما.
بالعودة إلى رسالة الرجاء للمستقبل، قال بارولين: “أحيّيكم جميعاً بعاطفة كبيرة، كما وأنقل لكم وللشعب العراقي المحبوب تحيّات الأب الأقدس. وأشكر الله على منحي فرحة زيارة بلدكم مهد الحضارة، الغنيّ بالمراجع البيبليّة والتاريخيّة، أرض البطريرك إبراهيم، حيث ابتدأت قصّة الخلاص”.
وأضاف: “يقول الرب: أعرف ما حضّرته لكم، مشاريع للسلام وليس للبؤس، بهدف أن أمنحكم مستقبلاً مليئاً بالرجاء”، ثمّ تأمّل بولادة المخلّص قائلاً: “إنّ ابن الله المتجسّد يمنحنا الفرح والسلام، مُجيباً على توقّعات قلوبنا الحميمة والعميقة. وحده الله يمكنه أن يمنح السلام والفرح، وأن يقوّيهما ويدعمهما بالحقّ والعدالة! إنّ البابا فرنسيس يذكّرنا بأنّ سلطة هذا الطفل، ابن الله وابن مريم، ليست سلطة من هذا العالم، أساسها القوّة والثراء. إنّها سلطة وقوّة الحبّ، القوّة التي تُجدّد الحياة وتغفر الخطايا وتصالح الأعداء وتحوّل الشرّ إلى خير. إنّها قوة الله، وقوّة الخدمة التي تُؤسّس لملكوت الله في العالم، ملكوت العدل والسلام”.
كما وأصرّ بارولين في رسالته للشعب العراقيّ على الحوار والتعاون مع المسلمين، على ضوء الميلاد، مُكرِّراً كلمات القدّيس يوحنا الثالث والعشرين: “الميلاد عيد للجميع، ورسالته تتوجّه لكلّ صاحب إرادة طيّبة”.
وحثّ بارولين الجميع على العيش بروح التواضع واحترام الآخرين، وتقبّل الناس مع اختلافاتهم، بدون استعمال تلك الاختلافات لمواجهتهم: “إنّ ما يوحّدنا ويصلنا ببعضنا البعض هو أكبر ممّا يُفرّقنا”.
من ناحية أخرى، يوم الأربعاء 26 كانون الأوّل، زار الكاردينال بارولين رئيس البلاد في قصر السلام في بغداد، حيث وجّه الرئيس صالح دعوة جديدة للبابا فرنسيس لزيارة العراق.
وقد أُعلِن عن الدعوة مساء 27 كانون الأوّل في كاتدرائية إربيل للكلدان، حيث صدحت لمرّات عديدة صرخة الشباب “فليعِش البابا”.