وصل البابا فرنسيس مساء البارحة الأحد إلى الإمارات العربية المتّحدة “ليبني الجسور”: هذا ما أشار إليه المدير الموقّت لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أليساندرو جيسوتي الذي قدّم الرحلة وبرنامجها للصحافة يوم الجمعة الماضي، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
دافعان خلف الرحلة
- الإيمان بالله يوحّد
بالنسبة إلى أوّل رحلة لحبرٍ أعظمٍ إلى شبه الجزيرة العربية، فإنّ دوافعها ستتجسّد في اللقاء بين الأديان الذي دُعي إليه الأب الأقدس حول موضوع “الأخوّة البشريّة”، وأيضاً في لقائه مع المجتمع الكاثوليكي في البلاد.
وجملة “الإيمان بالله يوحّد ولا يقسّم، حتّى ولو كنّا مختلفين” التي قالها الأب الأقدس في رسالته الموجّهة لسكّان الإمارات قبل سفره، إنّما تُعتبر “مفتاحاً مهمّاً لقراءة الحدث”، كلّ ذلك بالتزامن مع إعلان الإمارات سنة 2019 “عام التسامح”: إذاً، ودائماً بحسب جيسوتي، “ثمّة طريق يؤدّي إلى أبو ظبي”.
كما وأشار جيسوتي إلى أنّ “الرسالة هي اللقاء، لقاء الأشخاص والثقافات… نودّ إبراز أهمية اللقاء بين الأديان، لأنّ كلّ الاهتمام ينصبّ عليه”.
- المجتمع الكاثوليكي
إنّ وجهة النظر هذه “ملأت المجتمع الكاثوليكي سعادة”، هذا المجتمع الذي يتألّف من المهاجرين، ويُمثّل 10% من السكّان.
برنامج الرحلة
اليوم، نحن على موعد مع حفل استقبال رسميّ وبسيط، ليعود بعده الأب الأقدس إلى مقرّ إقامته لتمضية وقت حرّ.
وفي فترة بعد الظهر، على البابا أن يزور مسجد أبو ظبي الذي يمكنه أن يتّسع لأربعين ألف شخص.
بعد ذلك، سيكون البابا على موعد مع لقائَين: الأوّل مع “مجلس العلماء” وهو لقاء غير رسميّ تحت عنوان “الودّ والأخوّة”، (لذا لن يكون هناك خطاب للبابا)، والثاني في “فاوندرز ميموريال”.
بالنسبة إلى اللقاء الثاني، سيحضر الجميع اللقاء بين الأديان المنتظر، والذي ستشارك فيه 700 شخصيّة من مختلف الأديان، من بينها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي والبطريرك الأرمنيّ، وبعض الحاخامات، وبالتأكيد الشيخ أحمد الطيب، على أن يُلقي البابا كلمة بعد كلمتَي الأمير والإمام.
وفي المساء، ستُقيم السلطات عشاء في مقرّ إقامة البابا.
الثلاثاء 5 شباط
سيكون يوم غد مكرّساً للمجتمع الكاثوليكي، بحيث أنّ الحبر الأعظم سيتوجّه بداية إلى كاتدرائيّة القدّيس يوسف حيث سيستقبله النائب الرسولي المونسنيور بول هيندر “المتحمّس لهذه الزيارة”.
بعد ذلك، سيترأس البابا الذبيحة الإلهية في ملعب مدينة زايد الرياضيّة الذي يتّسع لـ45 ألف شخص، إلّا أنّ البطاقات التي وُزّعت تُقدّر بـ130 ألفاً! وسيضمّ محيط المدينة الرياضيّة هذا الحشد، وبوجود العديد من الضيوف المسلمين.
وبعد القدّاس، سيتوجّه البابا إلى المطار عائداً إلى روما، ومُختتماً بذلك رحلة “اجعلني أداة لسلامك”.