“في هذا العصر حيث تُعتبر الأديان مصدراً للصراعات، أردنا أن نُعطي إشارة جديدة واضحة ومُقرِّرة، أنّه يمكن أن نلتقي وأن نتبادل الاحترام وأن نتحاور”: بهذه الكلمات، لخّص البابا فرنسيس رحلته الرسوليّة إلى الإمارات العربيّة المتّحدة اليوم في 6 شباط ضمن المقابلة العامة التي أجراها مع المؤمنين في قاعة بولس السادس، غداة عودته من الإمارات.
وبناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، كرّس الأب الأقدس صباح اليوم مقابلته العامّة لتلخيص هذه الزيارة التاريخيّة التي شهدت على لقاء بين الأديان، وعلى توقيع وثيقة حول “الأخوّة الإنسانيّة”، كما وشهدت على أوّل قدّاس احتفل به حبر أعظم في شبه الجزيرة العربيّة، مُحاطاً بحوالى 150 ألف مسيحيّ.
وقد قال الأب الأقدس على مسامع المؤمنين إنّ الرحلة إلى الإمارات “شكّلت خطوة مهمّة إلى الأمام في الحوار بين الأديان، والالتزام في تعزيز السلام في العالم على أساس الأخوّة الإنسانيّة”.
وأضاف: “صلّيت للآب على نيّة كلّ أبنائه، بشكل خاصّ الفقراء وضحايا الظُلم والحروب، لكي يكون الحوار بين المسيحيّة والإسلام عامِلاً مقرِراً لأجل السلام في العالم… لقد أصبحت الإمارات واحة متعدّدة الإثنيّات والديانات، إذاً أصبحت بذلك مكاناً مُعدّاً لتعزيز ثقافة اللقاء… كما وأنّ الوثيقة التي وقّعتها وإمام الأزهر تُعيد التأكيد على النداء المشترك لجميع الرجال والنساء ليكونوا إخوة، وهي تدين جميع أشكال العنف، خاصّة العنف الذي يتذرّع بالدين. وهذه الوثيقة تجعلنا نلتزم بالدفاع عن القيم الأصيلة والسلام في العالم”.
كما وأشار الأب الأقدس إلى أنّه صباح البارحة، وخلال القدّاس الذي احتفل به، صلّى مع الكاثوليك الموجودين في الإمارات على نيّة السلام والعدل، خاصّة في الشرق الأوسط وفي اليمن، قائلاً: “إنّ هذه الرحلة كانت جزءاً من “مفاجآت” الله”.
من ناحية أخرى، وكعادته بعد تعليم الأربعاء، ألقى البابا اليوم أيضاً التحيّات على الحجّاج الموجودين، داعياً إيّاهم إلى “إنماء الأخوّة بين البشر بفضل الاحترام والحوار والصلاة”، وقائلاً لهم: “فلنطلب من الروح القدس أن يساعدنا على تعزيز ثقافة اللقاء الحقيقيّة”.
أمّا فيما يختصّ بالتحيّة التي ألقاها على الحجّاج الناطقين بالعربيّة، “خاصّة من أتوا من الشرق الأوسط”، فقد شجّع الأب الأقدس على “إنماء بذرة الأخوّة التي زُرِعت في الإمارات” قائلاً: “على أرض الإمارات العربية المتّحدة الطيّبة، زُرِعت بذرة الأخوّة الإنسانيّة. فلنطلب من الله أن يجعلها تنمو وتُثمر لتصبح شجرة تعانق الجميع. وليبارك الرب كلّ الأشخاص الذين جعلوا هذه الزيارة الرسوليّة ممكنة”.