“إنّ فهم أهمية التعاون بين ممثّلي الطوائف المختلفة يشهد على نُضج المجتمع”: هذا ما أكّده البطريرك الأرثوذكسي الروسيّ كيريل، مُحيّياً “بكلّ ودّ” المنتدى الدولي بين الأديان الذي جرى في أبو ظبي (الإمارات العربية المتحدة)، والذي شارك فيه البابا فرنسيس بتاريخ 4 شباط الحاليّ.
في التفاصيل بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، وبتاريخ 3 شباط 2019، وجّه البطريرك كيريل رسالة للمشاركين في المنتدى، أشار فيها إلى أنّ “مبادرة إقامة هذا المنتدى تستحقّ كلّ الدعم”.
كما وأشار بطريرك موسكو الأرثوذكسي إلى أنّ الإيمان غالباً ما يتمّ التلاعب به: “اليوم وللأسف، نلاحظ أنّ الديانة أصبحت أداة تلاعب بالضمائر على يد قادة بلا ضمير. واللجوء إلى بلاغة ترتبط بالدين لتبرير الإرهاب أو حلّ مشاكل سياسيّة، هو ظاهرة خاطئة يجب أن يدينها القادة الروحيّون وجميع أصحاب الإرادة الطيّبة”.
ثمّ أسِف كيريل لمصير الجماعات الصغيرة مذكِّراً بأنّ “أعمال الأصوليّين المخفيّة خلف شعارات دينيّة، وتضارب المصالح الجغرافيّة السياسيّة في مختلف البلدان، طالت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشماليّة”، مُستنتِجاً أنّ “الأقليات الدينية والوطنية في العديد من البلدان خضعت لإبادة حقيقيّة”.
كما وشجب كيريل في رسالته هدم دور العبادة وهرب اللاجئين، وهذا أمر شجبته أيضاً وثيقة أبو ظبي: “إنّ الوجود المسيحيّ تأثّر بشكل خطير، ودُمّرت مزارات عديدة، فيما فقدت عائلات كثيرة منازلها وأساليب عيشها. وبسبب نقص الضمانات لأجل مستقبل مسالِم، هناك أشخاص يتركون أرضهم الأمّ بأعداد هائلة”.
وفي هذا السياق، ختم كيريل رسالته بإطلاق نداء للمساعدة الإنسانيّة لأجل الشعوب التي تعاني من الحروب: “نحن المنتمون إلى الديانات المختلفة، مدعوّون إلى مساعدة الشعوب المتألّمة في سوريا والعراق والبلدان الأخرى التي تنهشها الحرب، عبر إظهار تعلّقنا بالمبادىء الأخلاقيّة التي أعطانا إيّاها الله، أي الحبّ والسلام والعلاقات الجيّدة مع جيراننا والرحمة”.