Sainte-Marthe, 6 Nov. 2018 © Vatican News

البابا: لا قيمة للحياة إن لم تُبذَل في سبيل المحبة

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“يُعتبَر استشهاد يوحنا “أعظم مواليد النساء” بحسب يسوع، شهادة كبيرة: لا قيمة للحياة إن لم تُبذَل من أجل الآخرين “في سبيل المحبة والحقيقة والحياة اليومية والعائلة”. هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا معلّقًا على الإنجيل بحسب الطقس اللاتيني الذي يخبر عن قطع رأس يوحنا. يتحدّث الإنجيل عن أربع شخصيات وقد دعا البابا إلى النظر إليها “بقلب منفتح” لأنّ الرب يتحدّث إلينا من خلالها: هيرودس، الملك “الفاسد والمتردد”، هيروديا زوجة أخيه، التي لم تكن تعرف “سوى الحقد”، سالومة “الراقصة المعتدّة” والنبي المحكوم عليه بقطع الرأس. عاد البابا فرنسيس إلى هذا النص معلّقًا على الخاتمة، عندما أتى تلاميذ يوحنا ليحملوا جثته ويضعوها في قبر.

يوحنا يرينا يسوع ثم تنطفىء الشعلة

علّق البابا على أنّ “أعظم الأنبياء” قد انطفأ هكذا إنما كان يعلم كل ذلك فقد قال لهم منذ البداية عندما كان يتحدّث عن يسوع: “له أن يكبر ولي أن أصغر” وهو قد تصاغر بالفعل إلى درجة الموت. توقّف البابا حول شخصيات وسلوك هيروديا وهيرودس وسالوما مشيرًا إلى أنّ كل ذلك حصل بسبب “المواقف البشرية التي تحملنا إلى اختطاف حياة مسيحي، شخص صادق وجعله شهيدًا”.

الملك الذي فشل في تغيير حياته

أولاً، كان الملك هيرودس الذي يظنّ بأنّ “يوحنا كان نبيًا”، يستمع إليه طواعية حتى إنه كان يحميه في السجن. كان مترددًا، لأنّ يوحنا فضح علانية خطيته ألا وهي الزنى. ولاحظ البابا أنه من خلال النبي كان يسمع هيرودس صوت الله الذي كان يقول له: “غيّر مسار حياتك” حتى إنه عجز عن القيام بذلك. كان الملك فاسدًا، وكان يصعب عليه أن يتخلّص من فساده.

المرأة الشريرة

وصف البابا هيروديا امرأة أخيه الملك الذي قتله هيرودس طمعًا بها. يقول لنا الإنجيل أنها كانت ناقمة على يوحنا لأنه كان يتحدث بوضوح. “ونحن نعلم جيدًا أنّ الحقد قادر على كلّ شيء، إنه قوّة كبيرة. الحقد هو نَفَس الشيطان. هو لا يعرف الحبّ، لا يستطيع ذلك. “حبه” هو الحقد. وهذه المرأة كانت تملك في داخلها روح الحقد الشيطاني المدمّر”.

هيرودس يعطي كل شيء لسالومة

وفي الختام، تأتي الشخصية الثالثة، ابنة هيروديا، سالومة، التي كانت بارعة في الرقص وقد “أَعجَبَت هيرودُسَ وَجُلَساءَهُ” وبحماسه المعهود وعدها هيرودس قائلاً: “اطلُبي مِنّي ما شِئتِ، أُعطِكِ”، وذكّر البابا في هذا السياق أنّ هيرودس قد استعمل الكلمات عينها التي استخدمها الشيطان ليجّرِب يسوع، “أُعطيكَ هذه كُلَّها إن جثوتَ لي ساجداً”؛ لكن لم يكن بإمكان هيرودس أن يعرف هذا الأمر.

شهادة رجل وقديس عظيم

ختم البابا عظته ليقول بإنّ خلف كلّ هذه الشخصيات يتخفّى الشيطان، زارع الحقد في قلب هيروديا، والكبرياء في قلب الفتاة، والفساد في قلب الملك وهكذا مات النبي يوحنا في زنزانته. إنه شهيد سمح لحياته بأن تنقص تدريجيًا ليفسح المجال للمسيح. لا قيمة للحياة إن لم تُبذَل في سبيل المحبة والحق والآخرين، في الحياة اليومية وفي العائلة.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير