“أنا أطلق نداء مُلحّاً لتكون الوثيقة معروفة، وليتمّ نشرها ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التواصل”: هذا هو نداء المونسنيور ميغل أنخل أيوسو غيكسو أمين عام المجلس الحبريّ للحوار بين الأديان، بشأن وثيقة أبو ظبي حول الأخوّة الإنسانيّة، بناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، وضمن مقابلة أجراها معه موقع “فاتيكان نيوز” بتاريخ 7 شباط الحالي، تكلّم أيوسو عن ثِمار الرحلة الرسوليّة التي أجراها البابا فرنسيس إلى الإمارت العربيّة المتّحدة، وعن الالتزام الاجتماعي والسياسيّ الذي تبعها، وعن مشاعر البابا فرنسيس.
لأجل السلام العالمي
أشار أيوسو بداية إلى رسالة السلام التي حملها الأب الأقدس، خاصّة وأنّ شعار الرحلة كان حمامة، والعنوان كان مقطعاً من صلاة القديس فرنسيس الأسيزي: “رأيتُ الأب الأقدس حامِلاً للسلام، في تكرار لكلمات عنوان الرحلة “إلهي، اجعلني أداة لسلامك”. وأودّ الإشارة إلى الطابع الرعوي والمشترك بين الأديان لهذه الرحلة الرسولية التي يمكن، وبدون تردّد، أن نحدّدها على أنّها “رحلة تاريخيّة”. وأظّن أنّ الدعوة إلى الحوار بين الأديان عبر الأخوّة الإنسانيّة لأجل السلام العالمي والعيش المشترك، ما زالت تتردّد بعد في أذهاننا وفي قلوبنا”.
في السياق عينه، ذكّر أمين عام الدائرة المذكورة أنّه مع الحوار بين الأديان، كانت الرحلة أيضاً بمثابة زيارة لتقوية المجتمع المسيحيّ في الإمارات.
ولخّص رئيس الأساقفة الإسباني في المقابلة قُطبَي الرحلة قائلاً: “كنتيجة، نشكر الأب الأقدس لأنّ رحلته تذكّرنا أنّنا مدعوّون لتحقيق ما هو ضروريّ لعالمنا اليوم وفي كلّ مكان، أي الحوار بين الأديان والشهادة لحياة مسيحيّة”.
التسامح لم يعد يكفي
بالنسبة إلى ثمار الرحلة، أشار أيوسو إلى النداء للتعايش السلميّ: “أتمنّى أن تلقى هذه الرحلة وما فعله البابا مع ممثّلي مختلف الطوائف الدينيّة، الأصداء المُلائمة مِن قِبل الجميع في مختلف أنحاء الحياة الاجتماعية والمدنيّة، لخير العائلة البشريّة التي يجب أن تعبر من التسامح إلى التعايش الحقيقيّ والتواجد المُسالِم. ومن هذا المنطلق، أرى أنّ هذه الوثيقة تُشير بوضوح إلى خريطة الطريق للحوار المستقبليّ”.
وأمِل أيوسو أن تُترجَم الوثيقة بشكل حسّي حتّى في التشريعات قائلاً: “أعتقد أنّ الوثيقة تشير بوضوح إلى ذلك. وهذا يعني أنّه عبر ثقافة الحوار والتعاون المشترك والمعرفة المتبادلة التي تبقى الطريق والسبيل والوسيلة والمعيار، تصبح الأخوّة العالميّة الهادفة للسلام حقيقة. ومن هنا، ضرورة جعل الوثيقة معروفة؛ مع العِلم أنّ قداسة البابا أصرّ خلال المقابلة العامّة مع المؤمنين يوم الأربعاء الماضي على أن تتمّ قراءة الوثيقة والاطّلاع عليها، لأنّها تعطينا زخماً للتقدّم إلى الأمام. أمامنا الكثير لنعاود إصلاحه وإعماره وشفاءه. وبصفتي أمين عام المجلس الحبريّ للحوار بين الأديان، أُطلق نداء مُلحّاً ليتمّ نشر الوثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، نزولاً عند رغبة الأب الأقدس”.