“لا يمكننا التكلّم عن التطوّر المستدام بدون تضامن”: هذا ما أعلنه البابا فرنسيس في رسالة مسجّلة وجّهها للمشاركين في القمّة العالمية السابعة للحكومات، والتي تنعقد في دبي (الإمارات العربية المتحدة) منذ البارحة وحتّى 12 شباط 2019، بناء على ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد أكّد الأب الأقدس في رسالته أنّ “التأمّل والعمل يتطلّبان حواراً حقيقيّاً مع الغير، لأنّه بدون الغير، لا مستقبل لي”.
في تفاصيل الرسالة المسجّلة، كرّم الحبر الأعظم الإمارات بعد ستة أيّام على رحلته إلى ذاك البلد “العصريّ والمتوجّه نحو المستقبل، بدون أن ينسى جذوره، بلد يتمّ البحث فيه عن تحويل كلمات “التسامح والأخوّة والاحترام المتبادل والحرية” إلى وقائع ومبادرات حسية”.
وأضاف البابا أنّه عاد إلى روما مليئاً بالأمل “لكون العديد من الصحاري تُزهر في العالم. أعتقد أنّ هذا ممكن، لكن فقط إن كبرنا معاً جنباً إلى جنب بانفتاح واحترام، ومشاطرة الجميع مشاكلهم”.
ومتوجّهاً إلى حكومات العالم، تمنّى الأب الأقدس في رسالته أن يتمّ التفكير في “نوع العالم الذي نودّ أن نبنيه معاً، إذ يتعلّق الأمر بالعمل عبر التفكير في الشعوب وفي الأفراد بدلاً من رؤوس الأموال والمصالح الاقتصاديّة بهدف نقل عالمنا إلى مَن سيخلفوننا، مع الحفاظ عليه من تدهور البيئة والتدهور الأخلاقيّ”.
وأضاف: “في الواقع، لا يمكننا أن نتكلّم عن التطوّر المستدام بدون تضامن. ويمكننا حتّى القول إنّ الخير، إن لم يكن مشتركاً، ليس خيراً حقاً”.
وختم البابا رسالته بالتمنّي للجميع أن “يلمسوا بدايةً وجوه الآخرين، ثمّ أن يسمعوا صرخة الشعوب والفقراء، وأن يفكّروا في مسائل الأولاد”، متمنّياً لهم عملاً مُثمراً لأجل خدمة الخير العام، وطالِباً إلى الرب “مباركة التزامهم لأجل عالم أكثر عدلاً وازدهاراً للجميع”.