حثّ البابا فرنسيس الجميع على “تعزيز ثقافة المجانية وثقافة الهبة الضروريّة لتخطّي ثقافة الربح والسوء”، داعياً إلى “الحفاظ على التواضع وممارسة التضامن كفضيلة ضروريّة للوجود”، ضمن رسالته التي وجّهها لمناسبة اليوم العالمي للمريض، في 11 شباط 2019.
في التفاصيل التي نقلتها لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، شكر الأب الأقدس في رسالته التي نشرها الكرسي الرسولي يوم الثلاثاء 8 شباط 2019 “جمعيّات المتطوّعين” وشجّعها، مشيراً إلى أنّ “التطوّع ينقل القيم وأساليب الحياة التي تغذّيها الهبة المجانية”.
كما وأشار الأب الأقدس أيضاً إلى “بُعد المجانية التي يجب أن تُحرّك البُنى الصحية الكاثوليكية، لأنّ هذا منطق الإنجيل”، متطرّقاً إلى مثال القدّيسة الأم تريزا الذي يساعدنا كي نفهم أنّ معيار العمل يجب أن يكون الحبّ حيال الجميع، بدون تمييز اللغة أو الثقافة أو العرق أو الديانة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا صلّى البارحة لسيّدة لورد على نيّة المرضى ضمن تغريدة نشرها على صفحته على موقع تويتر قائلاً: “إنّ التصرّف الكريم حيال المرضى هو ملح الأرض ونور العالم. فلتساعدنا سيّدة لورد على ممارسته، ولتزوّد جميع المتألّمين بالسلام والعزاء”.
وفي تغريدة أخرى نشرها البارحة أيضاً، أصرّ البابا على نظرة المسيح قائلاً: “إن تمرّسنا على فهم الآخرين بواسطة نظرة يسوع، سننجح دائماً في معرفة مَن يحتاج إلينا”.
من ناحية أخرى، وبالعودة إلى اليوم العالمي للمريض، فقد تمّ الاحتفال بأوّل يوم عالمي في 11 شباط 1993 في لورد، بناء على رسالة وجّهها البابا يوحنا بولس الثاني للكاردينال فيورنزو أنجيليني (1916 – 2014) في 13 أيار 1992: “لقد قرّرت إنشاء يوم عالمي للمريض في 11 شباط من كلّ عام، في ذكرى الطوباوية مريم سيدة لورد”.
وقد حدّد البابا القدّيس في رسالته أنّ هذا الحدث “يهدف إلى توعية شعب الله والمؤسسات الصحية الكاثوليكية والمجتمع المدنيّ بحدّ ذاته على ضرورة مساعدة المرضى وتثمين الألم على المستوى البشريّ، بالإضافة إلى إشراك الأبرشيّات والمجتمعات المسيحيّة والعائلات الدينيّة في رعويّة الصحّة، وتحفيز الالتزام في التطوّع، والتذكير بأهمية التنشئة الروحيّة والأخلاقيّة الصحية”.
كما وأشار البابا فوتيلا إلى أمله بأن يكون اليوم العالمي للمريض “يوم صلاة ومشاركة ومعاناة لخير الكنيسة، ويوماً لجعل كلّ إنسان يرى في كلّ أخ متألِّم وجه يسوع الذي تألّم ومات وقام، لأجل خلاص البشريّة”.