ما الذي يميّز الإمارات العربية المتحدة؟ حسن ضيافتها! هذا ما عبّر عنه مسؤول كنسي في الأردن وهو الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام! هناك يبحث المسيحيون في العالم عن مصدر رزق جيد وملاذ آمن.
في الواقع، تحدّث الأب رفعت بدر، إلى وكالة زينيت في اللغة الإنكليزية، مشدّدًا على ذلك ومفسّرًا أهميّة زيارة البابا إلى دولة الإمارات بالنسبة إلى الجماعة المسيحية.
رافقت مراسلة زينيت ديبورا كاستيلانو لوبوف البابا فرنسيس في رحلته إلى الإمارات وكان الأب رفعت بدر في أبو ظبي يستعدّ لاستقبال الحبر الأعظم بكونه مخضرم في علاقة الكرسي الرسولي مع الدول العربية.
ما أصبح معلومًا، إنّ زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات العربية المتّحدة كانت الأولى في التاريخ وقد لبّى دعوة وجّهتها إليه الكنيسة المحلية وولي العهد لمناسبة انعقاد “الاجتماع الدولي بين الأديان للإخوة الإنسانية”. في أثناء زيارته التي دامت من 3 حتى 5 شباط 2019، شارك في اللقاء بين الأديان والتقى بمجلس الشيوخ المسلمين في المسجد الكبير في أبو ظبي. وخصّص اليوم الثاني للكاثوليك واحتفل مع حوالى 135 ألف مسيحي بالقداس الإلهي في مدينة زايد الرياضية.
تحدّث الأب رفعت بدر عن مساهمة دولة الإمارات العربية في الأردن مثلاً، من خلال الهلال الأحمر الذي ساعد العديد من المسيحيين النازحين من الموصل ونينوى. وقال الأب بدر الذي قدّم أطروحته في لبنان السنة الفائتة حول القيم المشتركة بين الكرسي الرسولي وبلده الأردن بإنّ زيارة البابا فرنسيس ستمدّ المسيحيين في الإمارات بالقوّة”.
لطالما كان الحفاظ على كرامة الإنسان وحقوقه بالغ الأهمية وعزّزت الزيارة التعاون أكثر فأكثر بين الشرق والغرب. وأشار إلى أنّ ما يميّز المسيحيين القاطنين في دولة الإمارات العربية المتحدة أنهم ليسوا من السكان الأصليين إنما ينتمون إلى أماكن مختلفة على عكس الجماعات المسيحية الموجودة في العراق ولبنان ومصر والأردن.
في الواقع، يشكّل المسيحيون في الإمارات العربية المتحدة ما نسبته 20 في المئة من السكان الأصليين و80 في المئة من السكان الأجانب. وبالرغم من وجود قيود على الحرية الدينية لغير المسيحيين إلاّ أنّ هذه البلاد تُعتبَر نموذجًا للتعايش السلمي.
وشارك الأب رفعت بدر وكالة زينيت وضع العلاقات بين المسلمين والمسيحيين قائلاً بإنّ زيارة البابا إلى الإمارات وزيارته إلى المغرب في أواخر شهر آذار شهدت وستشهد على الوحدة بين المسيحيين والمسلمين لتعزيز القضايا الأساسية مثل العدالة واحترام الحرية الدينية والسلام.
لطالما كانت الإمارات العربية المتحدة ملاذًا آمنًا للعديد من المسيحيين الذين اضطروا إلى الفرار من وجه المتطرّفين. وبما أنّ الإرهاب أساء تمثيل الإسلام في هذه الفترة، كانت زيارة البابا فرصة لتأكيد أهمية الحوار بين الأديان. كعرب، يشرّفنا أن نرى ديبلوماسية الفاتيكان والكرسي الرسولي فيما يتعلّق ببلداننا العربية والقضايا الإقليمية التي تحوّلت إلى قضايا دولية بالأخص القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين والمهاجرين قسرًا.