“إنّ اختبار التواجد معاً ومصافحة الآخرين بدون إنكار هويتنا وتقاليدنا، أو حتّى وضعها جانباً، أظهر للجميع إمكانيّة التعايش المسالم، مانِعاً أيّ شكل من أشكال العنف الشفهيّ أو الجسديّ، أو الرؤى الأصوليّة التي تُخضِع اسم الله لمشاريع سلطة أو استحواذ”.
هذا ما قاله الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقيّة خلال الاحتفال بليتورجيا في المعهد الحبري الماروني في أوربي، روما، وذلك بعد ظهر السبت 9 شباط، بحسب ما كتبته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
أمّا الليتورجيا بحدّ ذاتها فقد ترأسها المونسنيور فرانسوا عيد وكيل البطريركية المارونية لدى الكرسي الرسولي، وعميد المعهد المارونيّ لمناسبة عيد القدّيس مارون مؤسِّس الكنيسة المارونية.
وبالنسبة إلى الكاردينال ساندري، إنّ لبنان “مختبر التعايش والسلام، يجب أن يكون في طليعة طريق الرجاء والمصالحة هذا”.
كما وأشار ساندري إلى أنّ الكنيسة المارونيّة في رُعاتها ومؤمنيها لديها مسؤوليّة مميّزة. “فالضغوطات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسيّ وتحديات استقبال اللاجئين ومكافحة جميع أشكال الاعتداءات أو مواجهة روح الإنجيل لدى المكرّسين والعلمانيّين، كلّ ذلك ينتظر أجوبة، لكي لا يتمّ التحريض على الانقساممات داخل المجتمع المسيحيّ وخارجه”. من هنا، كانت دعوة الكاردينال لتخطّي كلّ العقبات والتحديات بثقة وتصميم، عبر النظر إلى قداسة مار مارون.
ومُذكِّراً بيوم الصلاة والتأمّل على نيّة الشرق الأوسط، والذي حصل في باري بتاريخ 7 تموز 2018 مع قداسة البابا، كما بالزيارة البابويّة الأخيرة للإمارات العربيّة المتّحدة، أشار الكاردينال ساندري إلى ضرورة دراسة ونشر محتوى الوثيقة التي وقّعها البابا وشيخ الأزهر، قائلاً إنّ الدائرة البابويّة ستُرسلها لجميع رؤساء الكنائس الكاثوليكية الشرقية لكي ينشروها بدورهم ضمن جماعاتهم، لا سيّما في المعهد الحبري الماروني المكرّس لتنشئة الكهنة المستقبليّين.