ضمن مجال الدفاع عن الحياة، وجدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية مجالاً مشتركاً للعمل. وقد تمّ التعبير عن هذه القناعة خلال مؤتمر عُقِد لمناسبة الذكرى الثالثة للقاء البابا فرنسيس والبطريرك الأرثوذكسي كيريل في كوبا (2016)، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
ففي تاريخ 12 شباط 2019، شاركت بعثة من الفاتيكان على رأسها الكاردينال كيرت كوش (رئيس المجلس الحبريّ لتعزيز وحدة المسيحيين) في مؤتمر حول “نهاية الحياة” في موسكو، ضمن اللقاء الثالث من هذا النوع، بعد لقائَي فريبور (2017) وفيينا (2018).
أمّا المؤتمر بحدّ ذاته فقد حصل في معهد القدّيسَين كيريل وميثوديوس اللاهوتيّ، بوجود عميده رئيس قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة لبطريركية موسكو، المتروبوليت هيلاريون فولوكولامسك.
من ناحيته، أشار الكاردينال كوش إلى أنّ الأمر يتعلّق بفصل جديد في العلاقات بين الكنيستين. وفي هذا السياق، تطرّق إلى حجّ ذخائر القدّيس نيكولاوس إلى موسكو وسانت بيترسبرغ، وإلى زيارة أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى روسيا.
وعلى المستوى الأكاديمي، تطرّق كوش إلى تنظيم صفوف للسماح للكهنة الشباب بالتعارف بشكل أفضل، وإلى معرضَي متاحف الفاتيكان وصالة عرض تريتياكوف المشتركَين على المستوى الثقافي، مُعلناً: “هذه ليست إلّا بعض الأمثلة للصِلات التي نخيطها بين كنيستَينا، لكي نُصلح خيطاً تلو الآخر ثوب المسيح الممزّق”.
ومع انتقاله إلى موضوع المؤتمر، أشار الكاردينال إلى الموقف المشترك للكنيستَين حيال الوجه غير المقبول للقتل الرحيم، وحيال تشجيع العناية الملطّفة. كما وأعاد الكاردينال رسم المراحل الأساسيّة لتأمّلات الكنيسة حول هذا الموضوع، مُذكِّراً ببنود التعليم التي تشجّع العناية الملطّفة، والمُحدَّدة على أنّها “شكل خاصّ من المحبّة غير الأنانيّة”.
