الصّلاة هي قوّة، وطريق تؤدّي إلى القداسة
بالصّلاة أعبّر عن ثقتي بالله، مهما كانت خطاياي، رحمته لا حدّ لها.
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
ليكن كلامنا الدّائم حوار شوق وحبّ مع الرّبّ، نرسله عطر رجاء إلى أرجاء السّماء. ليتنا نتنهّد دومًا على وقع كلامنا مع الرّبّ… منذ إشراقة الشّمس، وحتّى غروب لحظاتنا، ليتنا ننتعش بلقيا الرّبّ من خلال أحاديثنا الدّائمة معه. كلمته، بركة يومنا، ونجاح عملنا ، وقداسة عائلاتنا… كلمته حياتنا…
كانت حياة الأب يعقوب صلاة متواصلة. يسير على الطّرقات ، وسبحته تهديه إلى نور محطّة الوصول… وقلبه يحيا على نبض الرّوح القدس… وقدماه تسيران على وقع حبّ الرّبّ..
في أثناء سيره، كان يصلّي برفقة أحد الشّبّان، فتوقّفا ليستريحا تحت شجرة صنوبر، فخاطب الشّابّ قائلًا: “أنظر يا ابني شجرة الصّنوبر ترتفع وتشمخ بجزعها، وتتفتّح أغصانها إلى فوق. هكذا نفسنا كلّما ارتفعت عن الأرض بالصّلاة، تتفتّح إلى الله”
عاش العمر يصلّي، يتحدّث بصمته، وبكلامه مع الله، اعتبر أنّ الصّلاة مفتاح السّماء، فهي تجعل الخاطئ صدّيقًا، وتثبّت الصدّيق في حال النّعمة.
الصّلاة كنز يجعل نفوسنا برّاقة بوهج النّعم، إنّها مشعل نور يضيء زوايا أقبية في نفوسنا ، يعشّش فيها الهمّ، والألم، تمنعنا عن تحقيق كياننا الحقيقيّ.
الصّلاة لقاء فرح، وحبّ، وقوّة خارقة تبثّ في نفوسنا السّلام والفرح…
لنصلِّ، ولنتكّل على الله، ولنجعل اسمه نبض حياة في نفوسنا…
لنصلِّ، ولنتّكل على الله ، فهو ترس نجاتنا، يمحو من داخلنا الخوف..
“انظروا إلى الأجيال القديمة وتأمّلوا. هل توكّل أحدٌ على الرّبّ فخذله؟(يشوع بن سيراخ2: 1)
رحمة الرّب لا تعرف الخيبة، لا تعرف التّردّد…. لنصلِّ …لنُلقِ برأسنا على حضن الرّبّ الدّافئ، عندها نشعر بتحقيق ما نتوق إليه…