“أين أخوك في قلبك؟” هو السؤال الذي دعا البابا فرنسيس المؤمنين إلى طرحه، وذلك صباح اليوم من دار القديسة مارتا، بناء على ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
ففي العظة التي ألقاها، تأمّل الأب الأقدس في “الأسئلة المُزعجة وأجوبة التسويات”، لا سيّما في القراءة الأولى حيث أجاب قايين الرب “ما علاقتي بحياة أخي؟ أحارِس أنا له؟ أنا أغسل يديّ منه”، ثمّ بحث عن “الاختفاء من وجه الله”.
وأشار البابا إلى أنّ سؤال الله لقايين “سؤال مزعج”، مُعدِّداً أجوبة المساومات: “إنّها حياته، أغسل يديّ، لا أتدخّل في حياة الآخرين”… وأضاف: “نحن نُجيب بالقليل من المبادىء العامّة التي لا تقول شيئاً، إلّا أنّها تقول كلّ شيء”.
وهنا، بدأ البابا “يتخيّل حوارات: “أين أخوك؟” “لا أدري”. “لكنّ أخاك جائع”. “نعم، من المؤكّد أنّه في عشاء كاريتاس الرعيّة، وبالتأكيد سيُعطونه ما يأكل”. وأضاف: “بهذه الأجوبة، أجوبة المساومات، أنقذ نفسي”.
“لا، أخوك الآخر، المريض”. “من المؤكّد أنّه في المستشفى”. “لكن ما من مكان في المستشفى… وهل لديه أدوية؟” “إنّها حياته، ولا أودّ التدخّل في حياة غيري… من المؤكّد أنّ لديه عائلة ستُعطيه أدوية…” “أين أخوك السجين؟” “يستحقّ ما حلّ به. لقد فعل ذلك، فليدفع الثمن”.
وأصرّ البابا على سؤال “أين أخوك؟ ذاك الذي يتمّ استغلاله، وذاك الذي يعمل سرّاً… وذاك الذي لا ثياب لديه… ذاك الصغير الذي يعجز عن الذهاب إلى المدرسة… ذاك المُدمن على المخدّرات… أين هو؟ أين أخوك في قلبك؟ هل من مكان لهؤلاء الأشخاص في قلبنا؟ لقد اعتدنا إعطاء أجوبة مساومات، وأجوبة للتهرّب من المشكلة، لعدم رؤيتها وعدم لمسها”.
ثمّ حذّر البابا المؤمنين قائلاً: “عندما نعيش بدون أن نطبّق ما علّمنا إيّاه الرب، تقف الخطيئة عند بابنا فتقرعه منتظرة الدخول والقضاء علينا”.
وختم البابا عظته قائلاً: “في سفر التكوين أيضاً، اختبأ آدم من وجه الرب جرّاء خجله وخوفه. لعلّنا نحن أيضاً نشعر بهذا الخوف. أين أخوك؟ أين أنت؟ في أيّ عالم تعيش بدون التنبّه لهذه الأشياء والآلام والمعاناة؟ أين أخوك؟ أين أنت؟ لا تختفِ عن الواقع”.
ودعا الحبر الأعظم المؤمنين إلى “الإجابة بانفتاح وبإخلاص وبسرور عن سؤالَي الرب اللذين يوجّههما إليهم”.