Discours conclusif de la rencontre pour la protection des mineurs © Vatican Media

حماية القاصرين: نداء البابا لمحو هذه الجرائم عن وجه الأرض

عظة المونسنيور كولريدج وكلمة البابا في اختتام اللقاء

Share this Entry

“سنفعل كلّ ما بوسعنا للتأكّد من أنّ أهوال الماضي لن تتكرّر، وأنّ الكنيسة ستكون مكاناً آمناً للجميع وأمّاً مُحبّة خاصّة حيال الشباب والأشخاص الضعفاء”: هذا ما أعلنه رئيس الأساقفة الأستراليّ المونسنيور مارك كولريدج خلال قدّاس اختتام لقاء رؤساء المؤتمرات الأسقفيّة في العالم حول موضوع حماية القاصرين، وذلك يوم البارحة في 24 شباط، بحسب ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.

في التفاصيل، وضمن عظته التي ألقاها أمام البابا و190 مشارِكاً، اعتبر كولريدج أنّ رجال الدين اعتقدوا أحياناً أنّ ضحايا الاعتداءات الجنسيّة أعداء، ولم يحبّوهم ولم يباركوهم… “وبهذا، كنّا أسوأ أعداء أنفسنا إذ فضّلنا لامبالاة إنسان الأرض والرغبة بحماية صيت الكنيسة وصيتنا. أظهرنا القليل من الرحمة، وسنخضع للعقاب”.

وباسم إخوته، أكّد المونسنيور كولريدج أنّ المسؤولين “سيبذلون أقصى الجهود لإحلال العدالة وشفاء الضحايا، وسيحرصون على ألّا يكونوا ضحايا مجدداً، على أن يطالِبوا مَن أخفوا الاعتداءات بتسديد الحساب”.

وختم كولريدج عظته قائلاً: “لن نعمل لوحدنا، لكن سنعمل مع مَن يهتمّون لخير الشباب والضعفاء. وسنتابع تعميق فهمِنا للاعتداءات ولتأثيراتها ولأسباب حصول هذا في الكنيسة، وما يجب فعله لمحو هذه الآفة. هذا كلّه يتطلّب وقتاً لكن لا يمكننا الانتظار إلى ما لانهاية، وسنقبل تحدّي عدم الفشل”.

أمّا البابا فرنسيس فقد أطلق بعد انتهاء القدّاس “نداء مُلِحّاً للنضال على كلّ الأصعدة ضدّ الاعتداءات على القاصرين، من قبل جميع السلطات، لأنّ الأمر يتعلّق بجرائم مُريعة يجب أن تختفي عن وجه الأرض”. وقد أتى هذا النداء ضمن كلمة ألقاها الحبر الأعظم مع انتهاء اللقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة، بعد أربعة أيّام من العمل.

ومن أبرز ما قاله: “علينا أن نكون واضحين: إنّ شموليّة هذه الآفة لا تُخفّف من بشاعتها داخل الكنيسة. فعدم إنسانيّة هذه الظاهرة على المستوى العالميّ تصبح أكثر خطورة وتزداد فضائحها في الكنيسة لأنّها تتنافى مع سُلطتها الأخلاقيّة ومصداقيّتها. إنّ الشخص المُكرّس الذي اختاره الله ليُرشد الأنفس نحو الخلاص يسمح لنفسه بأن يُستَعبَد من قبل ضعفه البشريّ أو مرضه، فيُصبح بهذا أداة للشيطان”.

وقد رأى الحبر الأعظم في الاعتداءات الجنسيّة “يد الشرّ التي لا توفّر حتّى براءة الأطفال. وأمام هذا الكمّ من القسوة وتضحيات الأولاد لإله السُلطة والمال والكبرياء والتعجرف، لا يكفي التبرير… نحن اليوم بوجه الشرّ الفاضح والعنيف والمُدمّر… خلف هذا كلّه، هناك الشيطان”.

وأضاف البابا أنّه يجب اتّخاذ “التدابير الروحيّة التي يُعلّمنا إيّاها الرب، أي التواضع واتّهام الذات والصلاة والتوبة للتغلّب على روح الشرّ”، مُعدِّداً أيضاً 8 اقتراحات حسّية (سنطّلع عليها في مقال آخر).

وبالنسبة إلى الأب الأقدس، على الكنيسة أن “تُصغي إلى مَن تمّ الاعتداء عليهم واستغلالهم ونسيانهم حيثما كانوا، وأن تدافع عنهم وتحميهم، كما وعليها أن تتعالى فوق الجدالات الإيديولوجيّة والسياسيّة الصحافيّة التي غالباً ما تجعل من المآسي أداة للعديد من المصالح”.

وختم البابا قائلاً: “لقد أتت الساعة للتعاون معاً بهدف محو هذا العنف من جسم إنسانيّتنا، عبر اعتماد التدابير السارية أصلاً على المستوى الدوليّ والكنسيّ”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير