عائلة من رومانيا، أخبر أفرادها عن شهادة حياتهم أمام الحبر الأعظم يوم أمس، في الأول من حزيران 2019.
أيها الأب الأقدس،
نحن، إليزابيتا وزوجي يوان، أتينا من بلد من ضواحي مقاطعة يازي، حيث تعيش جماعتنا الكاثوليكية الصغيرة في الوئام واحترام أعضاء الجماعة الأرثوذكسية. لم نأتِ وحدنا، بل مع أولادنا الأحد عشر: 7 من بينهم اختاروا أن يؤسّسوا عائلة و4 آخرين فضّلوا طريق التكرّس للرب: كاهنان وراهبتان. أتوا من الخارج ليكونوا هنا: من بلجيكا وإيطاليا وما بعد نهر بروت، من الجمهورية المولدوفية. واليوم نحن مجتمعون كما تجري العادة يوم أحد، منذ فترة ليست ببعيدة، ونسير معًا نحن كنيستنا المكرّسة للقديس الذي لطالما حمانا، القديس أنطونيوس البدواني.
نحن اليوم نشكر الله على نعمة الإيمان التي ورثناها من أهلنا وأجدادنا. إنه الإيمان الذي عضدنا، عندما اضطُررنا كعائلة شابة أن نواجه المصاعب المختلفة التي واجهتنا في الحياة. عندما كنا نعيش فترات صعبة جدًا، كنا نردد كلمات الرسول بطرس: “يا رب، إلى من نذهب؟ وعندك كلام الحياة الأبدية… فيك وحدك نجد القوّة لنتابع المسير!” في الربّ، وجدنا القوّة عندما لم نأخذ بعين الاعتبار رأي السلطات الشيوعية بأن لدينا الكثير من الأطفال، وبفضله رغبنا احترام مواعيد زواجنا. وهكذا، تمامًا مثل يسوع الذي لم ييأس من اتخاذ درب الصليب، نحن أيضًا لم نرد أن نستسلم. إنّ العمل والصلاة ساعدانا على نقل ذلك إلى أولادنا، كلّ ما تلقّيناه.
اليوم، نحن نصلّي أن يبقى أولادنا وأحفادنا بالقرب من الرب. نحن نحلم بأن يستطيعوا أن يبنوا مستقبلاً من دون أن ينسوا المكان الذي غادروه. نحن نحلم ألا ينسى الشعب جذوره ونرجو أن يعيشوا بسلام وأمان، في هذه البلاد وفي الله. إنما، نحن نصلّي أيضًا من أجل الكنيسة، والكهنة، وكلّ الأشخاص المكرَّسين، حتى يملكوا شجاعة الشهادة للربّ. ونحن نصلّي أيضًا على نيّتكم، أيّها الأب الأقدس، حتى تحميكم أم الرب على الدوام.
نشكركم، أيها الأب الأقدس!