السبت في الأول من حزيران 2019، وضمن اليوم الثاني لرحلته الرسوليّة إلى رومانيا، زار البابا فرنسيس كاتدرائيّة القدّيسة مريم ملكة إياسي، على بُعد حوالى 400 كلم شمال شرق بوخارست، حيث حيّى المرضى، بناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
لدى دخول البابا الكاتدرائيّة التي تمّ تكريسها عام 2005، استقبله الأسقف المساعد، وقدّم له، بناء على التقليد، الصليب، فقبّله الأب الأقدس. ثمّ أعطاه كاهن الكاتدرائيّة المياه المقدّسة ليرشّ المكان، أيضاً عَمَلاً بالتقليد. بعد ذلك، توجّه الأب الأقدس حتّى المذبح حيث أعطاه شمّاس شمعة، وضعها البابا قرب ذخائر الطوباويّ أنطون دوركوفيتشي (1888 – 1951)، الأسقف النمساويّ الهنغاريّ، والذي سقط شهيداً تحت حُكم الشيوعيّة.
Cathédrale de Iasi (Roumanie), 1er juin 2019 © Vatican Media
دخل الطوباويّ الإكليريكيّة الكاثوليكيّة عام 1906 وأنهى دروسه في روما. سيمَ كاهناً عام 1910، وعُيِّنَ أسقف أبرشيّة إياسي عام 1948.
بعد أن اعتبره النظام الشيوعيّ “مُزعجاً”، اعتقلته دائرة الأمن العام في 26 حزيران 1949، فيما كان متوجّهاً إلى ضواحي بوخارست ليمنح أكثر من 600 شاب سرّ التثبيت. في 10 أيلول 1951، تمّ زجّه في سجن “سيغت” حيث مات بصفته “شهيد الإيمان” في 20 كانون الأوّل 1951، ورُميت جثّته في حُفرة الجثامين. تمّ تطويبه في إياسي عام 2014.
Mgr Anton Durcovici, martyr @ wikimedia commons / OctavianAlin
من ناحيته، أراد الأب الأقدس كالعادة التوقّف أمام ذخائره والصلاة بصمت، كما وصلّى أمام أيقونة العذراء.
بعدها، توجّه الحبر الأعظم بكلمات مرتجلة للحاضرين قائلاً لهم: “أودّ أن أُبارككم جميعاً، وأن أُعبّر عن امتناني لوجودكم هنا. أشكر حضوركم إلى هنا مع مرضاكم، وأشكر مَن يحملون المرض ويُقدّمونه للرب”.
ثمّ صلّى البابا مع الموجودين “السلام عليك يا مريم”، وباركهم بالصليب الذي كان يحمله وقبّله، موصياً الجميع بألّا ينسوا أن يُصلّوا لأجله.
تجدر الإشارة هنا أيضاً إلى أنّ البابا، وقبل صعوده إلى الباباموبيلي، بارك تمثالاً للمسيح المُخلّص، وبارك حجراً يطبع طريق القدّيس جاك دي كومبوستيلا في رومانيا.