بتاريخ 4 حزيران 2019، حثّ البابا فرنسيس القضاة على جعل الحقوق الاجتماعيّة من أولويّاتهم، مُشيراً إلى أنّنا في زمن أزمة بالنسبة إلى الأكثر ضُعفاً في المجتمع، بناء على ما نقله لنا الزميل جيم فير من القسم الإنكليزيّ في زينيت.
وقد أتت ملاحظاته هذه ضمن كلمة وجّهها لِمَن شاركوا في قمّة قضاة المناطق الأميركيّة التي نظّمتها الأكاديميّة الحبريّة للعلوم الاجتماعيّة بين 2 و4 حزيران في الفاتيكان، تحت عنوان “الحقوق الاجتماعيّة والعقيدة الفرانسيسكانيّة”.
ومِن أبرز ما قاله الحبر الأعظم: “نعيش في فترة تغيّرات تاريخيّة حيث أرواح الناس هي على المحكّ. إنّه زمن أزمة ومخاطر وفرص، نشهد فيه التطوّر كما التراجع في التمتّع بالحقوق. لكنّ الأهمّ أنّ المجتمعات تعتمد أشكالاً غير اعتياديّة تتعلّق بالقوانين التي تُنظّم الحقوق الاجتماعيّة”.
وأضاف الأب الأقدس: “يُقلقني أن أسمع أصواتاً تعلو، خاصّة أصوات بعض “العقائديّين” الذين يُحاولون “أن يشرحوا” أنّ الحقوق الاجتماعيّة أصبحت قديمة ولم تعد رائجة ولا مكوّنات لديها للمساهمة بمجتمعاتنا”.
ثمّ أسف البابا لكون “هذه التصرّفات تسمح باعتماد سياسات اقتصاديّة واجتماعيّة لتبرير عدم الإنصاف والإذلال في مجتمعاتنا”.
كما وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ القضاة يواجهون التحديات في الدفاع عن الحقوق الاجتماعيّة، مُؤيِّداً جهود الموجودين لتقديم الدعم بهدف تخطّي “الوِحدة في الحكم” التي قد تجعل تحدّي البُنية السياسيّة صعباً.
وختم البابا قائلاً: “هذا يُذكّرنا بأنّه في بعض الحالات، الدفاع عن الحقوق الاجتماعيّة أو تفضيلها على أنواع أخرى من المصالح لن يؤدّي فقط إلى مواجهة نظام غير عادل، بل إلى مواجهة أنظمة السلطة التي تؤثّر على القرارات وتُشكّك في مصداقيّتها… إنّها معركة أكّالة تتطلّب إبداعاً ومرونة. فكَم مِن مرّة واجه القضاة لوحدهم جدران التشهير واللوم؟ فالمرء يحتاج إلى نزاهة عظيمة ليتمكّن من التعامل مع الوضع”.