الرّوح القدس ، روح الرّبّ الّذي يحيينا، يدخل أعماقنا ليمحو منها، كلّ خوف، وتردّد.
يحلّ فينا، ليحمينا، ويخمد لهيب خطيئتنا، فيشعلنا بناره المقدّسه، ويبثّ فينا نور الحكمة، والعلم، والفهم.
روح الرّبّ قداستنا… روحه يمدّنا بالنّعم، والقوّة، فيزرع فينا بذور تعزيته، وعلمه، ويجني منّا ثمار القداسة ..
علينا أن نصغي إلى إلهامات الرّوح القدس، ونلتجئ إلى حض الرّبّ الأبويّ الّذي ما تردّد لحظة، عن ضمّنا إلى فرح رحمته..
يعتبر أبونا يعقوب أنّنا نحيا بالرّوح القدس، بإصغائنا إلى صوته الّذي يُثير فينا الأفكار الصّالحة، والإلهامات المقدّسة، كما فعل بالقدّيسين العظام.
نحيا بالرّوح القدس عندما نصغي إليه، ونسير بوحي من أنوار رعايته، لأنّه إله الحقّ، هو الّذي انحدر وحلّ علينا. انحدر الإله إلى الأرض، وأصعد الإنسان إلى السّماء.
وعن يوم العنصرة يذكر القديس يوحنّا فم الذّهب قائلًا:” ” اليوم استحالت الأرض لنا سماءً. لا لأنّ النّجوم انحدرت من السّماء على الأرض، بل لأنّ الرّوح القدس أفاض اليوم، نعمه الوافرة على الأرض، وأحالها إلى فردوس”
الرّبّ دومًا، يحقّق فينا وعوده… بين أحضانه ضمانتنا الكبرى…. وحياتنا الأبديّة…
منذ البدء، يعدّ لنا الجنّة ، يعدّ الخلاص دومًا في كلّ ما يهبنا…
وحده هو خيرنا الأكيد، وكلّ ممتلكاتنا الأرضيّة مجد باطل . علينا التمسّك بكلّ ما هو سماويّ وروحيّ، واحتقار كلّ ما هو أرضيّ وفانٍ.
علينا أن نعدّ نفوسنا لاستقباله، من خلال ممارسة الفضائل، والأعمال الصّالحة، كما فعل الرّسل. انفردوا مع الله، جمعتهم المحبّة، اتّحدوا مع مريم بالصّلاة، وآمنوا بالرّبّ، يسوع الحيّ والقائم من الموت.
هكذا نقتبل الرّوح الإلهي… هكذا نعدّ أرواحنا لتحصل على تلك النّعمة…
علينا الخروج من ذواتنا، من نتانة كبريائنا، ومن نزيف سعينا الدائم خلف ما هو بالٍ ومزيّف…
ساعدنا يا ربّ، كي نقترب منك، ونتجدّد بروحك القدّوس، لأنّنا ما نريده فعلا هو أن تضمّنا إليك، لنرتمي بين أحضان عنايتك…