إن أردت أن تكون محبوبًا… فأحبب أنت أوّلًا… أحبب الله فوق كلّ شيء…
طالما المحبّة بقيت طبيعيّة، فلا بهاء لها… أمّا متى صُنِعت حبًّا بالله، فهي تتلألأ….
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
إنّه الحبّ… هو غذاء القلوب، وقوت الأرواح….إنّه الحياة…
الحبّ لا يعرف الألم، ولا يعي الحزن..
الحبّ لغة الملائكة…إنّه لغة القلوب التّائقة إلى أن تلتمع رجاءً، وسلامًا، وغبطة…
من الحبّ يفيض كمال الخير، والرّحمة…
يعتبر أبونا يعقوب أنّ الحبّ أقوى من الموت، والحبّ يجعل الطّاعة سريعة، ويعطي الفرح. طوبى لمن يطيع، والتّبسّم ظاهر على وجهه. إنّه يعيش بفرح، ويموت بفرح.
وحده الحبّ … فاض في قلب أبونا يعقوب ليكون الشّعاع المنسكب، على كلّ ما فعلته يداه من خير، وبركة …
نبض قلبه هيامًا بكلّ من تاقت نفسه إلى الفرح، والرّاحة…
تزوّد بالإيمان، والحبّ، والرّجاء… فبات قويًّا ….
بات أساسًا صلبًا، بنت عليه مشيئة الرّبّ وعدَ راحةٍ، لنفوس متألّمة…
بات منارة رجاء، تلمع بالخدمة، والتّفاني….
استمدّ قوّته من قوّة المصلوب الّتي تفيض علينا رحمةً وحبّا…
يدعونا أبونا يعقوب إلى عيش الحبّ الّذي يقودنا إلى أعمال الرّحمة..
لطالما أمعن النّظر إلى المصلوب، واتّخذه مثالًا في المحبّة…. تعلّم منه كيف يحبّ، كان مثاله في عيش الرّحمة… يعتبر الكبّوشيّ أنّ يسوع مدّ أعضاءه للصّلب، وللخلاص، وللرّحمة، وللحبّ.
وهنا أتوقّف عند قول الخوري “أنطوان القزّي”: ” الرّحمة كالحبّ، لا تعرف حدودًا، والحبّ لا يخطئ أبدًا، بل كلّ ما يمسّه الحبّ يصير مقدّسًا”.
نعم … إنّه الحبّ… وحده القائد إلى القداسة…وحده القوّة الخارقة التّي تحقّق الخلاص، والفرح…
ليتنا نشتعل حبًّا، ليتنا نحيا الرّحمة الّتي يعتبرها البابا فرنسيس، أسلوب الإنسان المسيحيّ، فعيشها يجعلنا سعداء …
وحدها الرّحمة الّتي نعيشها، تجعل قلوبنا حيّة بالحبّ، تجعلنا نرى جمال يسوع، ونتلألأ سحرًا حبّا به…