“أعلِنوا الحرب على التنمّر، لأنّ ذلك يُقلِّل من الكرامة، وصوِّبوا على الحوار وعلى السير معاً، وركّزوا على التمتّع بالصبر للإصغاء إلى الآخر. عندها سيكون السلام قويّاً، وهذا السلام عينه سيجعلكم تكتشفون كرامتكم الشخصيّة”: هذا ما أوصى به البابا فرنسيس الشباب، ضمن رسالة مسجّلة باللغة الإسبانيّة، وجّهها لهم لمناسبة انعقاد المؤتمر الأوّل لمحاربة التنمّر، تحت عنوان « #StopCyberbullyingDay – 24h Scholas Talks » بناء على ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ المؤتمر انعقد بتاريخ 21 حزيران في روما، في مقرّ مؤسّسة “سكولاس أوكورنتس”.
ومِن أبرز ما شدّد عليه الأب الأقدس في كلمته هو الحوار: “الحوار يجعلنا متساوين، ليس بالهويّة إذ لكلّ منّا هويّة مختلفة، بل متساوين في الطريق. نسير في طريق متساوين جميعاً، نمشي بتناغم، لكنّنا مختلفون”.
وأضاف: “أمّا الوسيلة لعدم إتمام هذه المسيرة فتقضي بمهاجمة هوية الآخرين أو التقليل من شأنها، ومن هنا يولد التنمّر عبر الإنترنت. التنمّر هو ظاهرة للتعويض الذاتيّ، عبر التقليل من شأن الآخر كي أشعر أنّني أعلى مرتبة. والتنمّر يعني تعلّم النظر من الأعلى نحو الأسفل. لكن لا تنسوا أنّه يمكننا النظر إلى الشخص الآخر من الأعلى ضمن شرط واحد. أتعرفون ما هو؟ لمساعدته على النهوض!”
وتابع قائلاً: “في الصيدليّة، لا يُباع دواء ضدّ التنمّر، والمختبرات لم تجد بعد الصيغة لذلك. لكن بانتظار ذلك، ماذا نفعل؟ الوسيلة الوحيدة هي المشاركة والعيش معاً والتحاور والإصغاء إلى الآخر وأخذ الوقت للسير معاً، فهذا ما يكوّن العلاقات. لا تخافوا من التحاور، فلكلّ واحد منّا شيء ليُعطيه للآخر، وكلّ واحد منّا بحاجة إلى تلقّي شيء من الآخر”.
وختم الحبر الأعظم كلمته قائلاً: “لا تخافوا من التحاور، فالأمر يستحقّ العناء”.