بوجه الصعوبات التي يواجهها البحّارة، دعا البابا فرنسيس “إلى الرحمة”: “أودّ القول لكم: كونوا رحماء، كونوا رحماء. وهكذا، يمكنكم المساعدة في إحلال السلام في الكثير من القلوب”.
في التفاصيل، التقى البابا في قاعة كليمانتين في القصر الرسوليّ (بحضور الكاردينال بيتر تركسون عميد دائرة خدمة التطوّر البشري المستدام الذي تتعلّق به هذه الراعوية) المدراء الوطنيّين ومُرشدي ومتطوّعي راعويّة البحار في أوروبا، والذين اجتمعوا هذا الأسبوع في روما، بحسب ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
وقد أشار الأب الأقدس في كلمته التي ألقاها إلى أنّ وجود المرشدين في المرافىء يُشكّل “إشارة حول أبوّة الله، وإشارة حول القيمة الأساسيّة للإنسان، قبل أيّ مصلحة”.
كما وشجّع الحبر الأعظم مهمّة المرشدين والمتطوّعين قائلاً: “أُوكِلَت إليكم مهمّة تقضي بأن تكونوا حاضرين، وأن تحملوا البشرى السارّة إلى عالم الملاحة المتنوّع”.
ثمّ أصرّ البابا على القُرب والإصغاء قائلاً: “إنّ زياراتكم اليوميّة للزوارق تسمح لكم بلقاء أشخاص يعيشون أوضاعاً حسية، سواء كانت هادئة أو متوتّرة. وبكلّ عطف وسرية، تعرضون عليهم فتح قلوبهم. وهذه أثمن خدمة تقدّمونها، خاصّة لِمَن لديهم القليل من الفرص المماثلة”.
كما وشجّع الأب الأقدس المرشدين على “مكافحة الجرائم ومواجهة الاتجار بالبشر والعمل الإجباريّ وخروقات حقوق الإنسان الخاصّة بمن يعملون في البحار”.
وختم البابا كلمته قائلاً: “بدون بحّارة، سيكون الاقتصاد العالمي متوقّفاً وبلا صيّادين، وستموت العديد من المناطق من الجوع”، مُشيراً إلى اعتماد المجتمع على المراكب وعمّال البحار، قبل التذكير بالمصاعب التي يُواجهونها، سواء فيما يختصّ بالانعزال والاعتداءات والظُلم والاتجار بالبشر والعواصف والإرهاب.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ “راعويّة البحار” تأسّست في اسكتلندا منذ مئة عام على يد علمانيّين، وهي موجودة في 300 مرفأ في العالم، تحت شفاعة “سيّدة البحار، ونجمة البحر”. أمّا مهمّتها فتقضي بمساعدة البحّارة والصيّادين مادياً وروحياً، وستُقيم مؤتمرها الخامس والعشرين في غلاسكو عام 2020 لمناسبة مئويّتها.