يجتمع أبناء الكنيسة شرقًا وغربًا للاحتفال بعيد انتقال (عقيدة) العذراء مريم إلى السَّماء.
كُلِّلَت العذراء مريم، والدة المخلّص يسوع المسيح، بالمجد سُلطانةً على السَّماء والأرض، كما هي سُلطانة الملائكة والأنبياء والرُّسل والقدّيسين، لأنّها أمّ المخلّص. نعم، سَمعت كلام الله وعَملَت به.
يحفظ ابن الله في نوره ومجده وقداسته، أمّه الَّتي هي أيضًا أمّ الكنيسة وحامية المسيحيّين المؤمنين، وكلّ مَن يطلب شفاعتها. فهي الَّتي عاشت مع الإنسان وجسّدت الإيمان الكامل والعميق والمحبّة العُظمى، والرَّجاء المُحقّق. نعم، إنّها الوسيطة لدى ابنها يسوع المسيح، الَّتي تجلس عن يمينه في المجد.
نعم، عظّمها الله لأجل تواضعها وإيمانها وتحمّلها للآلام والعذابات على درب الصَّليب، صليب ابنها، الَّذي أصبح معه صليب الخلاص والقيامة، بعدما كان صليب الموت والعار.
نعم، تركت العذراء مريم، ذاتها لمشروع الله الخلاصيّ “ها أنا خادمة الربّ”. أعطاها إيمانها العظيم والكبير حالة القداسة والطَّهارة، والمجد، والقدرة على أن تكون شفيعة لدى ابنها. نعم، الإيمان العميق والرَّاسخ هو “الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه” (عبر 11: 1).
أَوَليس هذا العيد هو عيدنا أيضًا؟ أَوَليس هو عيدٌ للرَّجاء… رجاء كلّ مؤمن بيسوع المسيح؟ أَلا يمكن للمؤمن بأن يحظى بنِعَم وعطايا الربّ، الَّتي حصلت عليها مريم؟ أَلا يحظى بانتقاله إلى الحياة الأبديّة، إلى الفردوس؟
لنسمع كلام الله ونعمل به من أجل الحصول على الخلاص، من خلال ملكوت الله، الَّذي يقودنا نحو الحياة الأبديّة. لننظر نحو السَّماء حيث تأتي معونتنا من عند صانع السَّماوات والأرض.
كلّ عيد ونحن بحالة من الرَّجاء والأمل والاستقرار الرُّوحيّ والنَّفسيّ، مُتَحدّين اليأس والاحباط، والخوف من الغد.