احتفلت الكنيسة في 14 آب بعيد القديس ماكسيميليان كولبي، الكاهن البولندي، الذي توفّي في 14 آب 1941 في أوشفيتز لأنه طلب أن يتمّ استبداله بأب لعائلة محكوم عليه بالموت من الجوع والعطش.
في مقابلة أجرتها فاتيكان نيوز يوم عيده مع الأب رافاييلي دي مورو، لاهوتي ومؤلّف أعمال مختلفة عن ماكسيميليان كولبي، تحدّث عن الخطوط العريضة التي تميّز بها الفرنسيسكاني الديريّ الذي غالبًا ما كان يُعرَف “برسول الحبل بلا دنس”.
وقال: “بالنسبة إلى ماكسيميليان، إنّ الأمر لا يتعلّق بتكريم مريم فحسب بل بحضور مريم في ألفة يومية مع تلك التي كان يدعوها “أمّي الصغيرة”. وإن كان الراهب مغرمًا بالحبل بلا دنس فذلك لأنّ روحانيته مبنية على “سرّ المسيح”، كما كان يذكّر به القديس البابا يوحنا بولس الثاني في عظة الاحتفال بقداسته، في 10 تشرين الأوّل 1982. وكان حبّه الثالث بعد المسيح ومريم، “القديس فرنسيس”.
وأمّا البابا بولس السادس فقد وصفه أثناء الاحتفال بتطويبه “بقديس الفرح”، مع القديسة تريز الطفل يسوع مشددًا على أنّ ماكسيميليان كان “يحبّ ويبذل ذاته بفرح”. لاحظ اللاهوتي أنّ “شهيد الحبّ” الذي ما عرفته الأجيال الجديدة كثيرًا، “يبهر” الشبيبة بهذا الحبّ الذي يصعب تصديقه عندما يكتشفونه: “حبّ يستقيه من المسيح ومريم وفرنسيس….”
وأخيرًا، لاحظ الأب دي مورو، أنّ ماكسيميليان يملك رسالة خاصة لعصرنا الذي فيه نبني الجدران عوض الجسور، كما يردّد ذلك البابا فرنسيس على الدوام. هو يُفهمنا أنّ الحبّ ينتصر دائمًا. وأصبح بذلك نقطة مرجعية في الفترة التي أمضاها في مخيّم أوشفيتز لفترة ثلاثة أشهر، لكلّ زملائه السجناء، حتى بالنسبة إلى أشخاص من ديانات مختلفة وقد قدّروا لفتات الحبّ التي كان يقوم بها، مثل تقديم وجبات الطعام لمن هم بأكثر حاجة، ومنح سرّ المصالحة والاحتفال بالقداس الإلهي في الخفاء….
أثناء الأيام العالمية للشبيبة، توجّه البابا فرنسيس إلى مخيم أوشفيتز في 29 تموز 2016 وزار زنزانة ماكسيميلان كولبي حيث بقي هناك للحظات يصلّي بصمت.