“عندما ننظر إلى يسوع نطهّر نظرنا فنرى كلّ شيء بعيون جديدة” هذا ما كتبه البابا فرنسيس لمناسبة انعقاد اللقاء الأربعين على “الصداقة بين الشعوب” الذي افتُتح في رميني (إيطاليا) في 18 آب 2019.
وقال: “كم من المنسيين بحاجة ماسّة إلى رؤية وجه الربّ من أجل إيجاد أنفسهم! غالبًا ما يعيش إنسان اليوم في عدم الأمان… غريبًا عن نفسه…. يترك الخوف يتسلل إليه… كيف يمكن للإنسان أن يجد نفسه وأن يأمل؟ لا يمكنه أن يقوم بذلك بواسطة المنطق أو وضع الخطط. هذا هو إذًا سرّ الحياة، من يجعلنا نخرج من الغفليّة: صوّبوا نظركم على وجه يسوع وعاينوه… عند مقابلة يسوع، والنظر إلى ابن الإنسان، يلتقي الفقراء والبسطاء معًا، لقد شعروا بأنهم محبوبون بحبّ من دون حدود”.
وتابع في رسالته: “في الفترة التي غالبًا ما كان الناس فيها أشخاصًا مجهولي الهويّة، لأنّهم لا يجدون أشخاصًا ينظرون إليهم، أتى نشيد القديس يوحنا بولس الثاني ليذكّرنا بأننا موجودون لأّننا مرتبطون بالله”.
“أحبّ البابا فرنسيس أن يشدد على ذلك من خلال الإشارة إلى مقطع من الإنجيل حول دعوة القديس متى. في عظته التي تلاها في 21 أيلول 2015 في هولغوين، كوبا، أوضح البابا كيف غيّرت نظرة المسيح حياة متى: “لقد نظر إليه بسلام وبعينيّ رحمة؛ نظر إليه كمن لم يسبق لأي أحد من قبل أن ينظر إليه بهذا الشكل. إنّ هذه النظرة فتحت قلبه وجعلته حرًا وشفته ومنحته الأمل وحياة جديدة”.
وتابع في رسالته: “هذا ما يجعل من حضور المسيحي في العالم مختلفًا عن غيره، لأنه يحمل البشرى التي يتعطّش رجال ونساء زماننا إليها من دون أن يدرك ذلك: نجد بيننا من هو مصدر رجاء الحياة. نصبح “أصيلين” عندما يعكس وجهنا وجه المسيح القائم من بين الأموات”.
في ختام الرسالة، أمل البابا فرنسيس أن يكون الاجتماع مكانًا مضيافًا حيث يمكن للناس أن “يصوّبوا الوجوه” ويقوموا بخبرة هويّتهم الحقيقية. إنه الأسلوب الأجمل من أجل الاحتفال بهذه الذكرى، من دون حنين ولا خوف، متمسّكين على الدوام بحضور يسوع المنغمس في جسده وهو الكنيسة”.