قطع رأس يوحنا لم يقطع رأس الحقيقة

في تذكار قطع رأس يوحنا المعمدان الذي تعيّد له الكنيسة اليوم

Share this Entry

في أحد الأيام، قصدت أم مضطربة غاندي، وشرحت له مشكلتها:
“إبنتي مدمنة على الحلويات ولا أعرف لمسألتها حل!” ثم سألته عما إذا كان بإمكانه التحدث إلى الفتاة. أجاب غاندي:
“أحضري ابنتك إليّ في غضون ثلاثة أسابيع وسأتحدث إليها”.
بعد ثلاثة أسابيع، أحضرت الأم ابنتها إليه. أخذ غاندي الفتاة الصغيرة جانباً وتحدث معها عن الآثار الضارة لتناول الحلويات بشكل مفرط وحثها على التخلي عن عادتها السيئة. شكرت الأم غاندي على وقته ونصيحته وقبل أن ترحل سألته:
“لكن لماذا لم تتحدث إليها منذ ثلاثة أسابيع؟”
أجاب غاندي: “لأنني، منذ ثلاثة أسابيع، كنت ما زلت مدمنًا على الحلويات”.

في الحياة علينا أن نقوم بأكثر من مجرد الإشارة إلى الطريق الصحيح للآخرين ، يجب أن نسلك هذا الطريق بأنفسنا. نعم، قد نتعثر … فنحن بشر ولكن عندما يكون تبشيرنا حياتنا سنجد القوة لكلماتنا… حتى و لو بعد حين!
في روزنامة اليوم: نستذكر إستشهاد يوحنا المعمدان على يد هيرودس الملك. كلمة يوحنا كانت فعّالة لأنه عاشها وشهد لها حتى الإستشهاد. وحين طالب بالإستقامة كان مسلكه قويم. فلنكن على ثقة أننا حينما نبشر به بالفم ندعمه بالفعل سيكون له التأثير… وربما ندفع ثمن هذا التأثير، لكن الشر لن يغلب الخير، الكلمة الفاصلة ستظل لهذا الأخير!!
قطع رأس النبي لم يقطع رأس الحقيقة. ولا جديد تحت الشمس: في عالمنا اليوم لا تزال الحقيقة تتألّم ولا تزال تدخل القبر ولكنها لا تقبع هناك أبداً. قيامتها حتمية مع حتمية تبديد النور للظلمة… ويموت الباطل وتستمر الحقيقة بالإشراق!!
اليوم مع الليتورجيا المارونية نطلق مديح المعمدان بصدق:
“طوبى لك، يا يوحنا الشاهد والشهيد،
ستظلّ ذكراك صرخة الحقّ …”

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير