بعد أن وصل متأخّراً على صلاة التبشير الملائكيّ البارحة في الأوّل من أيلول، اعتذر البابا من المؤمنين وشرح ما حصل: بقي عالقاً في مصعد الجناح البابويّ، إثر عطل أصابه!
في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسيّ من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكترونيّ، كانت الساعة 12:07 عندما ظهر البابا وأخيراً من النافذة المُطلّة على ساحة القدّيس بطرس، حيث كان المؤمنون ينتظرونه. وفي الحقيقة، كانوا قد بدأوا يقلقون، وحتّى أنّ القلق نفسه راود الصحافيّين الذين يُتابعون صلاة التبشير الملائكيّ أسبوعيّاً، والتي تحصل في الوقت نفسه.
لحسن الحظّ، زال الترقّب عندما ظهر الأب الأقدس وابتسم للجميع. أمّا أوّل كلماته التي لفظها فكانت للاعتذار على التأخير، ولشرح كونه علق في المصعد طوال “25 دقيقة طويلة”، حتّى تدخّل رجال الإطفاء وأخرجوه: “أوّلاً، أعتذر عن التأخير لكنّني علقت في المصعد الذي توقّف إثر انخفاض في فولطيّة التيّار الكهربائيّ. الحمد لله على حضور رجال الإطفاء الذين أشكرهم”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأب الأقدس طلب من المؤمنين التصفيق لرجال الإطفاء.
رجال إطفاء الفاتيكان
إنّهم كتومون، لكنّهم دائمو التواجد في ثكنتهم الصغيرة قرب ساحة بلفدير، داخل الدولة الحبريّة. وبالإضافة إلى الواجبات المتعلّقة بإطفاء الحرائق، فإنّ رجال إطفاء الفاتيكان مكلّفون بتولّي حالات الطوارىء وحماية الأشخاص والموجودات. كما وأنّ مهمّتهم تقضي بحماية الحياة البشريّة والخيرات والبيئة من الأضرار ومن الأخطار التي تتسبّب بها بعض الحوادث أو الجرائم، وليس الحرائق فحسب، عبر التدخّل بأقصى سرعة.
أمّا وجودهم في الفاتيكان فيعود إلى بداية القرن التاسع عشر. وتُظهرهم بعض اللوحات (التي تعود إلى 1820 والتي احتفظ بها قسم الأرشيف في الفاتيكان) في زيّ أنيق، مع العِلم أنّ رجال الإطفاء دخلوا إلى الفاتيكان في بداية القرن العشرين مع إدخال خدمة مكافحة الحرائق. إلّا أنّ وحدة حقيقيّة كاملة مؤلّفة من عتيد وعِتاد أبصرت النور سنة 1941 خلال حبريّة بيوس الثاني عشر، والحرب هي التي تُبرّر اتّخاذ هذا التدبير.