يوم الأحد في الأوّل من أيلول، تمّ الاحتفال باليوم العالميّ الخامس للصلاة لأجل الحفاظ على الخلق. وهذا اليوم المسكونيّ يطبع بداية “زمن الخلق” الذي يكرّسه المسيحيّون للصلاة والعمل لصالح حماية الطبيعة.
ولهذه المناسبة، نشر البابا فرنسيس رسالة حثّ فيها الجميع على التذكّر أنّنا جزء من شبكة الحياة، بناء على ما أورده القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكترونيّ.
“يجب أن نصلّي، أو أن نستعيد عادة الصلاة والتفكير في أسلوب حياتنا ومعاودة القيام بأعمال نبويّة”: في رسالته الخاصّة باليوم العالميّ للصلاة لأجل الحفاظ على الخلق، لم يقترح الأب الأقدس حلولاً لإنقاذ البيئة، بل تأمّلاً حول مكاننا في الخلق وما يجب أن نفعله.
“إنّ الخلق هبة ثمينة يجب الحفاظ عليها، وقد قدّمها لنا الرب. إلّا أنّ الخطيئة والانغلاق في استقلاليّتنا الذاتيّة والجشع للامتلاك والاستغلال هي الأجوبة التي أعطاها البشر على هذه الهبة. والنتيجة معروفة من الجميع: ارتفاع في تواتر الظاهرات الأرصاديّة القصوى التي تؤثّر على الأضعف من بيننا”.
وأشار الأب الأقدس إلى أنّنا خلقنا حالة تهدّد الطبيعة والحياة، بما فيها حياتنا. وسبب هذا الخطأ هو أنّنا نسينا من نحن: مخلوقات على صورة الله ومثاله. لقد أرادنا الله وسط شبكة حياة تتألّف من ملايين الأنواع التي تجتمع حولنا. لذا، علينا أن نعاود التفكير في أساليب حياتنا وخياراتنا اليوميّة التي غالباً ما تكون مضرّة. أمّا أعداد الذين يتصرّفون على أنّهم أسياد الخلق فكبيرة!”
من هنا، أوصى الحبر الأعظم بالتخلّي عن الطاقة الأحفوريّة وبالالتزام بطاقات نظيفة واقتصاد مستدام، مع التعلّم من الشعوب الأصيلة التي تنقل لنا حكمة كيفيّة عيش العلاقة مع البيئة”.
وفي هذا السياق، “يذكّرنا الشباب”، دائماً بحسب البابا، “أنّ الأرض ليست خيراً لنفرّط به ونفسده، بل هي إرث ننقله. لذا، علينا أن نحثّ الحكومات على التصرّف لنختار الحياة… فلنرفض جشع الاستهلاك والادّعاءات بالقوّة، التي تؤدّي إلى الموت”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ موعدَين يحملان أهمية خاصّة بالنسبة إلى هذه المسألة: قمّة الأمم المتّحدة المقبلة حول المناخ، والسينودس حول الأمازون. “فلنستفد من هاتين المناسبتين لنلبّي نداء الفقراء وصرخة الأرض”.