“فلتعرف عائلاتنا أنّ فرح جني الخبز يكتمل عندما تتمّ مشاطرة هذا الخبز” جملة وردت ضمن صلاة البابا فرنسيس التي تلاها على نيّة العمّال، خلال لقاء حصل ضمن إطار زيارته للمنظّمة الإنسانيّة أكاماساو البارحة الأحد، في مدغشقر.
توجّه الحبر الأعظم، بحسب ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت، إلى ورشة ماهاتازانا التي تعرض على أشخاص تستقبلهم مؤسّسة الأب بيدرو أوبيكا عملاً محتَرَماً. وهناك تلا الصلاة التالية، مع لقائه بعض القادة المُسلمين وتبادل التحيّات:
أيّها الآب خالق السماء والأرض، نشكرك لأنّك جمعتَنا في هذا المكان كإخوة، بوجه الصخرة التي حطّمها عمل الإنسان. نُصلّي لك لأجل جميع العمّال، لأجل مَن يعملون بأيديهم ومَن يبذلون جهداً جسديّاً هائلاً. اشفِ أجسادهم من التعب الكبير، واجعل ألّا ينقصهم الحنان والقدرة على مداعبة أولادهم واللعب معهم.
امنحهم بلا انقطاع قوّة النفس وصحّة الجسد كي لا يسقطوا جرّاء ثقل مهمّتهم، واجعل ثمر عملهم يسمح لهم بأن يؤمّنوا قوت عائلاتهم بكلّ كرامة. وليجدوا عند المساء قرب عائلاتهم الدفء والراحة والتشجيع، وليعرفوا معاً، بعد أن يكونوا اجتمعوا تحت أنظارك، الأفراح الحقيقيّة. ولتعرف عائلاتنا أنّ فرح جني الخبز يكتمل عندما تتمّ مشاطرة هذا الخبز.
اجعل ألّا يكون أولادنا مُكرَهين على العمل، بل أن يتمكّنوا من الذهاب إلى المدرسة ومتابعة دراستهم، واجعل أساتذتهم يُكرّسون وقتاً لهذه المهمّة، بدون أن يحتاجوا إلى نشاطات أخرى لأجل قوتهم اليوميّ.
يا إله العدل، المس قلوب المتعهّدين والقادة، فليُسخّروا كلّ شيء ليُؤمّنوا للعمّال أجراً لائقاً، وشروطاً تحترم كرامتهم كبشر. أشفِق برحمتك الأبويّة على كلّ عاطل عن العمل، واجعل البطالة التي تتسبّب ببؤس كبير تختفي من مجتمعنا.
فليختبر كلّ إنسان الفرح والكرامة في جني خبزه بعرق جبينه، ليُعيده معه إلى المنزل كي يحيا أبناؤه.
اخلق يا رب بين العمّال روح تضامن أصيل، وليعرفوا كيف يكونوا متنبّهين لبعضهم البعض، وكيف يشجّعون بعضهم البعض، وكيف يدعمون المتعَبين منهم ويُنهِضون مَن سقطوا. لا تدع قلوبهم تستسلم للحقد والضغينة والمرارة أمام الظُلم، بل اجعلها تعرف كيف تُحافظ على رجاء العمل لأجل عالم أفضل. وليعرف العمّال معاً، وبطريقة بنّاءة، كيف يُظهِرون حقوقهم، ولتكن أصواتهم وصرخاتهم مسموعة.
أيّها الرب أبانا، منحت عمّال العالم أجمع القدّيس يوسف الأب المُربّي ليسوع وخطيب العذراء مريم ليحميهم. وأنا أعهد له بكلّ مَن يعملون هنا في أكاماساو، وبجميع عمّال مدغشقر، خاصّة مَن يختبرون حياة صعبة وخطرة. فليحفظهم في حبّ ابنك، وليدعمهم في حياتهم وفي رجائهم، آمين.