Sainte-Marthe, 21 mai 2019 © Vatican Media

البابا يدعو إلى الصلاة على نيّة الحكّام

ضمن عظته الصباحيّة من دار القديسة مارتا

Share this Entry

بعد العطلة الصيفيّة، استعاد البابا فرنسيس صباح اليوم إلقاء عِظاته خلال قدّاسه اليوميّ من دار القدّيسة مارتا.

ومع البدء برسالة القدّيس بولس الأولى لتيموثاوس، بناء على ما أورده القسم الفرنسيّ من موقع فاتيكان نيوز الإلكترونيّ، حثّ البابا المؤمنين على رفع الصلوات لله على نيّة الحكّام، سائلاً الإيطاليّين إن كانوا قد صلّوا بما فيه الكفاية لِلمدعوّين إلى قيادة البلاد.

مع تأمّله بنصّ القدّيس بولس، شرح الأب الأقدس أنّ طلبات الرسول تبقى صالحة حتّى اليوم: الطلب والتوسّل والصلاة والشكر لأجل جميع البشر، وحتّى لأجل الملوك ومَن هم في الحكم، كي يعيشوا حياة هادئة مطمئنّة مُكرّسة لله وجديرة به. وأضاف البابا: “القدّيس بولس أشار إلى البيئة التي تُحيط بالإنسان المؤمن: الصلاة. إنّها صلاة الشفاعة كي يكون كلّ ما ذُكِر ممكناً… لكن أودّ التوقّف عند تلميح: “من أجل جميع الناس ومن أجل الملوك وأصحاب السلطة”. إذاً يتعلّق الأمر بالصلاة على نيّة المسؤولين عن تقدّم مؤسّسة سياسيّة ما وبلد ومقاطعة”.

الصلاة على نيّة مَن يفكّر بشكل يختلف عنّا

إنّ الصلة بالحكّام غالباً ما تكون غير متوازنة، “لأنّهم يتلقّون إهانات كما مديحاً. هناك سياسات لكن أيضاً كهنة وأساقفة يُهانون”. وهنا، عبّر البابا عن قلقه حيال “مسبحة الإهانات والكلمات البذيئة التي تطال المسؤولين”… “مع أنّ مَن هو في الحُكم يتحمّل مسؤوليّة قيادة البلاد. ونحن نتركه لوحده، بدون أن نطلب من الله أن يُباركه؟؟”

ونصح البابا سامعيه أن يتّبعوا تعليم القدّيس بولس في طلبه الواضح والقاضي “بالصلاة على نيّة كلّ واحد منهم”، بدلاً من العيش في عادة إهانتهم.

ثمّ تطرّق الأب الأقدس بشكل مباشر إلى “أزمة الحكومة” التي طبعت الصيف في إيطاليا طارِحاً هذا السؤال: “مَن مِنّا صلّى للحكّام؟ مَن صلّى لأعضاء البرلمان كي يتّفقوا ويجعلوا البلد يتقدّم؟ يبدو أنّ روح الوطنيّة لا تطال الصلاة”. وشجب البابا اللهجة التي تؤدّي إلى الحقد والدعاوى قائلاً: “علينا أن نُصلّي للآخرين، حتّى الذين يُخالفوننا الرأي ويفكّرون بشكل يختلف عنّا”.

نداء للارتداد

بوجه مَن يعتقد أنّ هذا السياسيّ أو ذاك “شيوعيّ أكثر” أو “فاسد”، طلب البابا الصلاة فقط، وليس عدم التكلّم بالسياسة. “ومع أنّ البعض يؤكّدون أنّ السياسة قذرة”، استعاد البابا جملة القدّيس بولس السادس الذي كان يعتبر السياسة “أعلى شكل من أشكال المحبّة”: “يمكن لكلّ مهنة أن تكون قذرة، كما يمكنها ألّا تكون كذلك. نحن مَن نجعل شيئاً ما قذراً، لكنّه ليس هو بحدّ ذاته قذر. أعتقد أنّه علينا أن نرتدّ وأن نُصلّي على نيّة السياسات من جميع الألوان. صلّوا على نيّة الحكّام. هذا ما يطلبه منّا القدّيس بولس”.

وختم الحبر الأعظم عظته قائلاً: “فيما كنت أُصغي إلى كلمة الله، تبادر إلى ذهني المقطع من الإنجيل الذي يُصلّي فيه الحاكم (قائد المئة) لأحد رِجاله… على الحكّام أن يُصلّوا أيضاً لشعبهم، الذي هو بدوره أيضاً يجب أن يُصلّي للعبيد والخدّام. الحكّام مسؤولون عن حياة الشعب. ومن الجميل أن نفكّر في أنّه إن صلّى الشعب للحكّام، سيتمكّنون هم أيضاً من الصلاة لأجل الشعب”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير