“الكهنوت موهبة من الرب، وليس وظيفة أو عقد عمل”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس صباح اليوم 19 أيلول 2019، أمام أساقفة وكهنة احتفلوا هذه السنة بالذكرى الخامسة والعشرين لسيامتهم، كما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، وخلال إلقائه عظته الصباحيّة من دار القدّيسة مارتا في الفاتيكان، أشار الحبر الأعظم إلى أنّ “التصرّف في الكهنوت يحتلّ المرتبة الثانية: عليّ أن أتلقّى الموهبة وأن أحميها. ومن هنا، ينبثق كلّ شيء، ضمن التأمّل بالموهبة”.
ثمّ حذّر البابا من أنّ “نسيان هذا الأمر وتحويل الموهبة إلى وظيفة، يؤدّي إلى فقدان قلب الكهنوت ونظرة يسوع الذي نظر إلينا جميعاً وقال “اتبعني”. عندها، نفقد المجّانية”.
وأضاف: “إنّ مَن ينسى التأمّل بموهبته، يسلك طريقاً معوجّاً، وهو من أسوأ الطرق اليوميّة التي تجعلنا نركّز كهنوتنا على ذواتنا، وليس على مجانية الموهبة وعلى الحبّ حيال مَن مَنحنا موهبة الكهنوت”.
وقال الحبر الأعظم: “إنّ الفرّيسي في إنجيل لوقا (7 : 36 – 50) كان طيّباً، لكنّه نسيَ موهبة التهذيب والتعايش. نحن ننسى دائماً المواهب عندما تكون هناك مصالح، أو عندما نرغب في فعل هذا أو ذاك… نعم، على الكهنة وعلينا جميعاً أن نُنجز أموراً كثيرة، وواجبنا الأوّل يقضي بإعلان الإنجيل. لكن يجب حماية المركز والمصدر الذي تنبع منه الرسالة، أي الموهبة التي حصلنا عليها مجّاناً من الرب”.
وفي ختام عظته، شجّع البابا الكهنة على فعل كلّ ما بوسعهم، بإرادة كاملة وذكاء، حتّى “بتحايل”، لحماية تلك الموهبة. وطلب من الله أن يساعد الكهنة “ليروا كهنوتهم كموهبة بداية، ثمّ كخدمة، كي لا يُصبحوا كهنة مقاولين ومُكايدين”.