في مذكراته كتب أحد الفنانين المشهورين، المعروف أنه كان قلقاً مسكوناً بالهواجس، يقول: “كانت ملائكة الخوف والندم والموت تحفّ بي منذ أن ولدت ولم تكفّ عن مطاردتي طوال حياتي. كانت تقف إلى جانبي عندما أغلق عيني وتهدّدني بالموت والجحيم وباللعنة الأبدية”.
واليوم، ونحن مدعوون إلى الشهادة لقيامة السيد، بأي أبدية نبشر لأمثاله؟؟؟
حقيقة أنّ “البشارة” هي في رحمة الرب الذي يقدم لنا نفسه الطريق والحق والحياة ويعلن: “أمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل” (يو 10:10)… ولكن هذا طبعاً لا ينفي وجود جهنم!
ولمن يتساءل كيف أنّ الرب صاحب القلب الرحوم يسمح بأن ينتهي بعض أبنائه في الجحيم، يمكن القول: إنّ محبة الله لنا أجمعين ودون تفرقة هي ثابتة أبداً و لكنها لتكون حقيقية هي تفترض الحرية. إذا كانت هدية الرب الثمينة لكل منا هي الإرادة الحرة، إذاً يمكننا أن نستعملها أو نستغلّها. ولنفهم أننا نحصد ما نزرع، فإذا اخترنا الظلمة لن نرى النور. إذاً ليس الله بقلبه المحبّ هو من يرسل الناس إلى الجحيم، ولكن الأفراد أنفسهم حين يختارون أن يديروا ظهورهم لنور الله وسمائه، ماذا نتوقع أن يجدوا؟!
هذا هو السبب في أنّ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية يحذرنا من سلوك دروب الخطيئة المميتة دون التوبة فهي درب الجحيم.
ولكن…
ليس المطلوب أن تتحوّل “البشارة” الى إرهاب نفسي حيث نار الجحيم تغلب نار الحب الالهي ولا هو سليم أن نركز على حقيقة الجحيم بحيث نجعل من نارها أنواراً تطفىء أنوار القيامة.
اليوم، في عيده ها نحن نسمع القديس بيو يشدد أبناءه الروحيين و يدعوهم الى عدم الخوف والى الثقة بروح الله:
“روح الله هو روح السلام. حتى عندما نرزح تحت أخطر العيوب يجعلنا نشعر بذاك الحزن الهادئ، المتواضع، والواثق برحمته. و هذا هو على وجه التحديد بسبب رحمته اللامتناهية”.
القديس بيّو الكبّوشي: لا تخف فإنّ الله أقوى من الجحيم بأسره
عيد القديس بيّو الكبوشي في 23 أيلول