شجّع البابا فرنسيس “ثورة الحنان” من خلال استقبال المشاركين في مجمع عام رهبانية إخوة الطوباوية مريم العذراء سيدة جبل الكرمل المنعقد في روما من العاشر حتى السابع والعشرين من شهر أيلول 2019 تحت عنوان: “أنتم شهودي (أش 43: 10)؛ من جيل إلى جيل: مدعوون لكي نكون أمناء لروحانيتنا الكرملية”.
صادف هذا اللقاء ذكرى الخبرة التي عاشها البابا فرنسيس يوم كان لا يزال بعد في بيونس آيرس مع الرحمة الإلهية، في 21 أيلول 1953. من هنا، شدد على أهمية الرحمة قائلاً: “إنّ المتأمّل يملك قلبًا رحيمًا” مشيرًا إلى أنّ التأمّل لا يعني الابتعاد عن هموم الناس وأفراحهم بل “من يحبّ الله يجب أن يبحث عنه بين الفقراء”، “إخوة يسوع” بحسب ما يقول الطوباوي الكرمليّ الإيطالي الجنسية أنجيلو باولي (1642 – 1720).
ذكر البابا الكرمل كمدرسة تأمّل و”كما يُظهر التقليد الروحي الغنيّ، إنّ رسالتكم هي مثمرة بقدر ما هي متجذّرة في العلاقة الشخصية مع الله” مشيرًا إلى الأسلوب الكرمليّ لعيش التأمّل الذي يعدّهم لخدمة شعب الله من خلال أي خدمة أو رسالة.
ثمّ حذّر البابا من الفتور الذي يتسلّل إلى الحياة المكرّسة عندما تصبح المشورات الإنجيلية مجرّد روتين ولا يعود يسوع هو محور الحياة، ومن التجربة الأكثر خطورة للكنيسة ألا وهي الدنيوية. وبالطبع لم ينسَ البابا أن يذكر الكرملية الإيطالية الكبيرة من فلورانسا وهي القديسة ماريا مادالينا دي باتسي التي بذلت حياتها من أجل التجدّد الروحي في زمانها.
حدّد بأنّ الرسالة الروحية للكرمل تكمن في مرافقة الناس من أجل تكوين صداقات مع الله: “إنّ عالمنا متعطّش لله، وأنتم الكرمليين، أسياد الصلاة، يمكنكم أن تساعدوا الكثير من الناس على الخروج من الضوضاء والجفاف الروحي، وليس من خلال التعليم على “تكديس الصلوات” بل أن يكونوا رجال ونساء إيمان، أصدقاء لله، يعرفون كيف يسيرون على دروب الروح”.
شجّع البابا على “الصمت والصلاة” فمن خلالهما تولد “جماعات متجدّدة” مسلّطًا الضوء على جمال الحياة الجماعية التي تولّد السكينة وتجذب شعب الله وتنقل فرح المسيح القائم من بين الأموات. “إنّ الكرمليّ الحقيقي ينقل فرح رؤية الآخر كأخ نسانده ونحبّه”.