“زكا العشّار بحث عن معرفة مَن هو يسوع وليس فقط عن رؤية يسوع”: هذا ما شرحه الأب الأقدس خلال زيارته لمنطقة ألبانو التي تقع على بُعد حوالى 25 كيلومتراً جنوب روما، والقريبة من كاستلغوندولفو، بناء على ما نقلته أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، وفي 21 أيلول 2019 أي يوم ذكرى اختبار الرحمة الخاصّ بخورخي ماريو برغوليو في بوينس أيريس (سنة 1953)، أشار الحبر الأعظم إلى أهمية اختبار الرحمة، ودعا سامعيه إلى أن يدعوا نظرة المسيح تلمسهم، كي يصبحوا رحومين.
أمّا فيما يختصّ بالزيارة بحدّ ذاتها، فقد رحّب بالبابا المختار نيكولا ماريني والأسقف المونسنيور مارتشيلو سيميرارو (أمين سرّ مجلس الكرادلة). وقدّم المختار للأب الأقدس قبل الذبيحة الإلهيّة لوحة جصّية للفنّان الإيطاليّ ماورو بولوتا (المُسمّى ماوبال)، والذي رسم اللوحة على جدار وضعته الأبرشيّة في تصرّفه، لأجل إعطاء قيمة للرسالة الحبريّة “كُن مسبّحاً”.
Fresque de MauPal sur Laudato si’, capture @ Vatican News
من ناحية أخرى، حيّى البابا السكّان والكهنة الذين كانوا موجودين في كاتدرائيّة سان بانكرازيو (التي كانت مُكرّسة في السابق للقدّيس يوحنا المعمداني)، ثمّ صلّى على انفراد في الكنيسة الصغيرة ضمن الكاتدرائيّة، قبل أن يحتفل بالقدّاس خارج الكاتدرائية.
Fresque de MauPal (Albano) sur Laudato si’, capture @ Vatican News
مُتأمِّلاً بإنجيل زكا العشّار، دعا البابا المؤمنين “إلى الشعور بنظرة الرحمة لدى يسوع، وإلى عدم عولمة الإيمان أو جعله معقّداً”.
وأضاف البابا موصِياً الجميع: “من المهمّ بالنسبة إلينا أن نستعيد البساطة والانفتاح مثل زكا والأولاد، وألّا نكون مسيحيّين معقّدين يطوّرون آلاف النظريّات. نحن لا نكفي أنفسنا بأنفسنا، ونحن بحاجة إلى نزع القناع عن اكتفائنا الذاتيّ، كما وأنّنا بحاجة إلى تخطّي انغلاقنا وإلى أن نعود صغاراً من الداخل وبسطاء ومتحمّسين وممتلئين زخماً نحو الله، وحبّاً نحو القريب”.
كما وأشار البابا كيف أنّ يسوع كان يسبق زكا الذي رغب في أن يرى بدون أن تتمّ رؤيته، “لأنّ الحدود والخطايا والعار والنميمة والأحكام المُسبقة: ما مِن عقبة تجعل يسوع ينسى ما هو أساسيّ، أي الإنسان الذي يودّ أن يُحبّه وأن يُنقذه”.
وبالنسبة إلى الأب الأقدس، “يمكن لكلّ إنسان أن يعرف نفسه في جابي ضرائب أريحا، وأن يتأكّد من أنّه محبوب ومدعوّ باسم يسوع: الله لا ينساك أبداً”.
ثمّ دعا البابا في عظته المؤمنين إلى التصرّف بالطريقة نفسها والسماح للمسيح بالنظر إليهم والشعور برحمته: “مثل يسوع، لا تخشوا عبور مدينتكم والذهاب نحو مَن هو منسيّ ومَن يختبىء خلف أغصان العار والخوف والوحدة لتقولوا له: الله لا ينساك. وإن كنتم مثل زكا تبحثون عن معنى لحياتكم بدون أن تجدوه، فانغمستم في حبّ المال والمهنة والملذّات، اسمحوا ليسوع بأن ينظر إليكم. ومع يسوع فقط، ستكتشفون أنّكم محبوبون منذ الأزل، وستكتشفون حياتكم، وستشعرون في داخلكم بلمسة حنان الله، تلك اللمسة التي تحرّك القلب”.
وختم الحبر الأعظم عظته بدعوته المؤمنين إلى أن يكونوا مِن بين مَن يُعزِّزون خير الجميع بدون أن يخلقوا في الكنيسة حلقات مقفلة.