بيّن البابا مسؤولية الصحافيين أمام الاتحاد الكاثوليكي للصحافة الإيطالية، في خدمة الناس، في الإنجيل والكنيسة. إنّ الجمعية الكاثوليكية التي تضمّ صحافيين وحرفيين في التواصل، تملك موهبة جماعية. تكمن جذورها في الإيمان، الشغف من أجل التاريخ الإنساني والاهتمام بالأبعاد الأنثروبولوجية والأخلاقية للتواصل.
وتابع البابا: “من هنا، كلّ صحافي هو مدعوّ ليضع نفسه في خدمة الخير المشترك، مميّزًا بين الخير والشرّ، الخيارات الإنسانية من غير الإنسانية. إنّ دوره يكمن في العمل من أجل التناغم الاجتماعي، وأن يقول الحقيقة بأي ثمن. على الصحافي ألا يكون يومًا معتدًّا بنفسه بل دائم الاحترام”.
كشف الأخبار المزيّفة
“من المهمّ جدًا أن نتحرّر وأن نتحدّث بأسلوب إنجيلي”. وشدد البابا على أنّ التواصل هو بحاجة إلى كلمات صحيحة وسط الكثير من الكلمات الفارغة. لذا يتمتّع الصحافيون بمسؤولية كبيرة في كيفية وصف العالم.
“يمكن لنصوصكم أن تولّد مساحات من الحرية أو العبودية، من المسؤولية أو التبعية للسلطة” واستخدم البابا عبارات سلام وعدالة وتضامن. “من هنا يمكننا أن نبني مجتمعات أكثر عدالة وتضامنًا إنما مسؤولية الصحافيين تكمن أيضًا في المساهمة في الكشف عن الكلمات الخاطئة والمدمّرة وفي عصر الويب، تحديد المصادر الموثوقة وتفسيرها”.
إسماع صوت من لا صوت لهم
دعا البابا إلى عدم الخوف من عكس ترتيب الأخبار من خلال إعطاء الدور لمن لا صوت له. وحثّ أيضًا على تسليط الضوء على الأخبار الجيدة التي تولّد الصداقة الاجتماعية؛ وبنيان مجتمعات من التفكير والحياة قادرة على قراءة علامات الأزمنة.
ثم ختم البابا وشجّع الاتحاد الكاثوليكي للصحافة الإيطالية على الإصلاح من دون خوف، من أجل تقديم شهادة أفضل مع الأخذ بعين الاعتبار الروابط التاريخية مع الكنيسة الإيطالية وتشيفيلتا كاتوليكا متخذين مثال الطوباوي مانويل لوزانو غاريدو الصحافي العلماني الأول الذي عاش في فترة الحرب العالمية الإسبانية. بالرغم من المرض لم يكفّ يومًا عن حبّ مهنته حتى وصل إلى الامتياز.