قلب يسوع مملوءٌ حنانًا، وكأنّه لا يجد فرحًا أعظم من فرحه بالصّفح عن الخطأة، وهدايتهم إلى السّبيل الصّحيح.
الطوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
قلب ربّي… هدف حياتي.
قلب ربّي… وسادة راحتي… وفرح أمنياتي …
إلى قلبك الطّاهر نلوذ يا ربّ، لنرتاح، لأنّك كمال الحبّ، والحنان. تستقبلنا، كما نحن، بفرحنا، وبدموعنا… بنجاحنا، وبخطيئتنا، فاتحًا ذراعيك لأنّك تحبّنا.
يعتبر أبونا يعقوب أنّ قلب يسوع هو الملجأ الذي فيه يجد الخطأة الخلاص، وهو ينبوع الرحمة، وبحرها الزّاخر. وغاية الربّ الأسمى، من موته وآلامه، لم تكن سوى خلاص الخطأة.
الربّ هو الرّاعي الصّالح، الذي يسهر على راحة خرافه، هو الأب الحنون الذي لم يهدأ له بال إلّا حين يرانا نعود لنرتمي في أحضانه الأبويّة، ونرتاح في بيته الأبويّ.
قلب الربّ واحة سلام، وغفران، وحبّ… بفيض حبّه، أفرح قلب زكّا، والمجدليّة، والسامريّة، ونراه يغفر لنا مع كلّ دقيقة، ويطيّب مآسينا، ويرمّم دمار خطيئتنا.
هو دائم الاستعداد إلى إهدائنا ما يريحنا، وإلى نثر طيوب رجائه في قلوبنا…
ما أعظم اهتمامك بنا يا ربّ!
كم ترغب في ضمّنا إلى قلبك الطّاهر، كم ترغب بتقبيلنا، لتمدّنا بالأمان، والغفران!!!
كم تألّم قلبك من أجل توبة الخاطئين. كم تألّمت يا ربّ في سبيل خلاصنا!!! تألّمت لتبثّ الحياة في نفوسنا. لم تردّنا يومًا فارغي اليدين، بل زوّدتنا بالنّعم والفرح، وأغنيتنا بالخلاص، وأحييتنا حياةً أبديّة… “هو الّذي جعل في الحياة نفوسنا، ولم يسلم إلى الزّللِ أقدامنا” (مزمور 66: 8-9)
يا يسوع، وحدك خلاصنا، ساعدنا كي نبحث عنك وحدك، ساعدنا كي نلتمسك دومًا، زدنا إيمانًا بك، فأنت نجاتنا، وحصن حياتنا، أنت فرحنا… أنت أجمل غاياتنا.