Saint Thérèse of Lisieux-giveawayboy-Flickr- CC BY-NC-ND

Saint Thérèse of Lisieux-giveawayboy-Flickr- CC BY-NC-ND

القديسة تريزيا مثال السير ببساطة ووضوح على درب الحقيقة المفتوح

عيد القديسة تريزيا الطفل يسوع في 1 تشرين الأول

Share this Entry

يتحدث الأب رولهايزر كيف أنّ يسوع كان صادماً في قدرته على عيش التوازن بين الاستمتاع بحياته وبقدرته على التخلي عنها. كان يجلس على الموائد التي يُدعى إليها وكان يصوم أربعين يوماً. يلبي دعوة العرس وينفرد للصلاة على الجبل … ومن دون أي أثر “لشعور بالذنب” يستطيع أن يقبل، بفرح، مودة وعطر المرأة الخاطئة على قدميه، ويذهب بقدميه هاتين الى الصليب من أجل منتقديه.
نعم، كان لدى يسوع قدرة نقية ورائعة على الاستمتاع بالحياة وبنفس القدر على التخلي عنها. ما يبدو تناقضاً هو إتزان، و نراه في حياة الرب وبشارته: يمكنه إدانة الخطيئة، ولكن يحب الخاطئ؛ يحترم الشريعة، ويعرف كيف ومتى يُعلي الإنسان عليها. يحب خاصته ويصدمهم بحبه لمن هم خارج دائرتهم؛ هو القادر والقدير، و لكن المرتبط أبداً بأبيه.
في هذا التوازن يحلّق بحرية…
ووراء هذا المثال مشت العقول العظيمة.

القديسة تريزيا الطفل يسوع و الوجه الأقدس الكرملية، سارت أيضاً في هذا المسار. في كتاباتها يُرى جليّاً تركيزها الجذري على الحياة ما بعد الموت، وعلى تقييمها هذا العالم كسريع الزوال، وهش، وذات قيمة خفيفة. ومع ذلك، في الوقت نفسه، تُظهر تعلّقها بكثير من أمور هذا العالم المحسوس، بحب العائلة، والطبيعة، والجمال. كان يمكن لتريزيا أن تكتب ببلاغة عن الرغبة في الموت وترك هذه القصة الغامضة الذي نسميها الحياة على الأرض وفي الوقت نفسه تشعر بالاستياء إذا لم تتلقَّ تأكيدات يومية على الحب من عائلتها ومحيطها. ولم تر أي تناقض هنا… ببساطة لأنه لا يوجد أي تناقض. كلاهما جيد، عندما نقاربهما مقاربة الحب النقي… مقاربة المشيئة القدوسة التي وحدها كانت تريزيا تعليها كخيار، فتكتب:
“هكذا أحيا بدون خوف وأحب الليل حبي للنهار!!”

يسوع حمل كل الحقيقة بكل ألوانها. لسوء الحظ، نحن، حتى من نعتبر أنفسنا أتباعه، غالباً لا نملك نفس الرؤية. لهذا السبب نحن منقسمون على أنفسنا ويوجد ليبراليون ومحافظون في مجتمعنا و حتى في كنائسنا. نجد أنه من الأسهل حمل أجزاء صغيرة من الحقيقة بدلاً من تحمل توتّر كوننا مخلصين لصورتها الأكبر.
اليوم، مع القديسة تريزيا الصغيرة التي تميزت بمسار الطفولة الروحية والتسليم الكلي لله، نصلي كي لا نخاف السير ببساطة ووضوح على درب الحقيقة المفتوح.

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير