أبونا يعقوب رجل العناية الإلهية يحتفل باليوبيل المئوي لمدرسته من العرش السماوي! وأزهر الحلم… تشاركت أمس الأحد 6 تشرين الأول مدرسة فال بار جاك فرحتها بيوبيلها المئوي الأول مع مؤسّسها الطوباوي أبونا يعقوب حداد الكبوشي من خلال الذبيحة الإلهية التي ترأّسها صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.
ركّز البطريرك في عظته على العناية الإلهية التي لطالما اتّكل عليها الطوباوي أبونا يعقوب الكبّوشي وعاش “راغبًا أساسًا في البلوغ إلى ملكوت الله الذي يبدأ في هذه الدنيا كزرع ينمو ويكثر ويثمر”. وقد سلّط الضوء على الأعمال العظيمة التي قام بها أبونا يعقوب وتحقّقت في مدينة الأرض بيد العناية الإلهية ودعا المؤسسة التربوية إلى متابعة المسيرة في خضمّ أزمة تطال سائر فئات المجتمع.
ثمّ اقتبس نصائح أسداها الطوباوي أبونا يعقوب للمعلّم والمدرسة بأنّ “أهل التلامذة والوطن أوكلوا إليهم أمر أولادهم، وجعلوهم كوديعة ثمينة كريمة بين أيديهم ليُخرجوا منهم رجالاً ونساءً عالمين وعاملين في الكنيسة والمجتمع والدولة “فطفل اليوم رجل الغد”.
ودعا الأهل لتحمّل واجبهم في تربية أولادهم بالتعاون مع مدرستهم، وقال: “تذكّروا أنّ الطفل الذي هو بين أيديكم كالطينة المرنة يدبّ ويشبّ ويشيب على الشكل الذي تعطونه إيّاه في حداثته، وستجنون ثمرة ما غرست أيديكما إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًّا فشرًّا”.
وللأمّ: “إنّ “محبّة الأمّ لبنيها لا تكون بالقبلات والتغاضي عن الهفوات”، إنما عليها “غرس المبادئ السامية الشريفة في طينته المرنة، وذلك بالمثال قبل الفعال، وبعينيه قبل أذنيه”.
وللأب: “عليك المحافظة على سلطتك إزاء أبنائك، فإن رأيت فيه عيبًا أو سمعت منه كلمة يؤاخذ عليها، وجب التوبيخ بحزم وعزم”. “ابتعد عن القساوة في تربيتك لأنها تؤدّي إلى خشونة طباع بنيك وصلابة قلوبهم، وتحجّر نفوسهم، وتمرّدهم على نصائحكم، فيزدادون إصرارًا على اجتراح المحرّمات، وبدون مبالاة”.
وأردف قائلاً: “مدارسنا مدعوّة لتعزّز في قلوب أجيالنا الطالعة محبّة الوطن والولاء له ومعرفة قيمته بميزاته، ودوره ورسالته في بيئته المشرقيّة. وهي مدعوّة لتربّي أجيالنا الطّالعة على قدسيّة الواجب والحريّة المسؤولة التي تتحرّك في خياراتها بين ما هو حقّ وجميل، وعلى معرفة الآخر المختلف واحترامه في ثقافته”.
وقد نقل السفير البابوي تحيّات البابا فرنسيس وفرحه باليوبيل مانحًا بركته البابوية لكلّ الراهبات والأسرة التربوية والموظّفين والأهل والمتعلّمين سائلاً الربّ بشفاعة مريم العذراء أن يغدق عليهم نعمه الغزيرة.
وفي الختام، لنصلِّ مع الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي “رجل العناية الإلهيّة”، المثال والقدوة في الاتّكال على العناية الإلهيّة ولنتأمّل بالقول الذي طالما ردّده: “كونوا متأكّدين أنّ مصرف العناية الإلهيّة لا يلحقه إفلاس أبدًا”.