“أعلنوا الكلمة الحقيقيّة وليس خطابات مملّة لا يفهمها أحد… وتذكّروا أنّ مهمَّتَي الأسقف الأساسيَّتَين هما الصلاة وإعلان الكلمة. لذا، كونوا في الكنيسة التي تُعهَد لكم الأمناء على أسرار المسيح. وبما أنّ الله اختاركم لتُرشدوا عائلته، اتّبعوا مثال الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه، ذاك الراعي الذي لم يتردّد في وهبها حياته”: هذا ما طلبه البابا فرنسيس من الأساقفة الأربعة الجدد الذين ترأس سيامتهم في 4 تشرين الأول 2019، أي يوم عيد شفيعه فرنسيس الأسيزي في بازيليك القديس بطرس، بناء على ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، إنّ الأساقفة الجدد هم في الأصل 3 سفراء بابويّين: إيطاليَّان: المونسنيور باولو بورجيا (53 عاماً) والمونسنيور باولو روديلي (49 عاماً)؛ ومالطيّ هو المونسنيور أنطوان كاميليري (54 عاماً)؛ بالإضافة إلى المونسنيور مايكل تشيرني اليسوعيّ الكنديّ (73 عاماً)، وهو نائب أمين سرّ قسم المهاجرين واللّاجئين في قسم خدمة التنمية البشريّة المستدامة.
وقد حصل وضع اليدين من قبل البابا وجميع الأساقفة الحاضرين خلال السيامة في صمت عميق، ثمّ تلا الأب الأقدس صلاة التكريس، التي يرافقها إمساك شمّاسَين بالكتاب المقدّس مفتوحاً فوق رأس وكتفَي كلّ من الأساقفة الجدد.
بعد ذلك، مسح البابا رؤوس الأساقفة الجدد بالزيت، وسلّم كلّاً منهم الكتاب المقدّس ورموز الأسقفيّة الثلاثة: الخاتم رمز الإخلاص إلى الكنيسة عروس المسيح، قلنسوة الرأس التي ترمز إلى النداء للقداسة، والعصا الرعويّة التي ترمز إلى رسالة الراعي.
أمّا بالنسبة إلى العظة التي ألقاها الحبر الأعظم، فقد شدّد فيها على “التنبّه للمسؤوليّة الكنسيّة التي دُعي إليها الإخوة (أي الأساقفة الجدد). فالمسيح الذي أرسله الآب ليُنقذ البشر، أرسل بنفسه 12 رسولاً في العالم بعد أن ملأهم الروح القدس وبعد أن تلقّوا من المسيح مهمّة إعلان الإنجيل لجميع الشعوب… وهؤلاء الرسل اختاروا رِجالاً نقلوا لهم هبة الروح القدس. ومِن جيل إلى آخر، حافظت خلافة الأساقفة التي لم تتوقّف على التقاليد، لذا لا ينفكّ عمل المخلّص ينمو”.
وأوصى البابا الأساقفة الجدد بالقُرب من الله بالصلاة، والقرب من الإخوة الكهنة، والقُرب من شعب الله. كما وأوصاهم أيضاً بأن يسهروا على القطيع وبأن يُحبّوا كآباء وكإخوة الكهنة والشمامسة والرِفاق في الخدمة والفقراء والضعفاء والمسافرين والغرباء، وبأن يدعوا المسيحيّين إلى العمل معهم.