“علاج النفاق؟؟ قول الحقيقة أمام الله”: كان هذا جواب البابا فرنسيس خلال القدّاس الذي احتفل به صباح اليوم 15 تشرين الأول 2019 في دار القديسة مارتا، بحسب ما نقلته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وأضاف الأب الأقدس في عظته شارِحاً: “هناك تصرّف لا يتحمّله الرب: النفاق، أي أن نبدو بوجه غير وجهنا الحقيقيّ. من الخارج، نكون كاملين، أو بالأحرى نُجمّل أنفسنا ونُصلح صورتنا، لكنّنا من الداخل شيء آخر!”
وتابع قائلاً: “إنّ النفاق يأتي من الكذّاب الكبير، أي الشيطان. إنّه المُنافق الكبير، والمنافقون هم ورثته. إنّ النِفاق هو لغة الشيطان، ولغة الشرّ الذي يدخل إلى قلبنا، وهو نفسه الذي زرعه الشيطان… ويسوع يحبّ كثيراً أن ينزع قناع النفاق. لقد عرف أنّ النفاق هو ما سيؤدّي به إلى الموت، لأنّ المنافق لا يفكّر في وجوب استخدام أساليب شرعيّة أو لا، بل يتابع تصرّفه وصولاً إلى الافتراء والشهادة زوراً”.
أمّا مَن يعتبرون أنفسهم مُستثنين من النفاق فقد حذّرهم البابا قائلاً: “لغة النفاق خبيثة، وهي شائعة ويوميّة: كون الإنسان شيئاً، والظهور بمظهر آخر. في السباق لأجل السلطة مثلاً، تُظهرك الغيرة والرغبات بشكلٍ مُعيّن، لكن من الداخل هناك السمّ الجاهز للقتل، لأنّ النفاق يقتل دائماً… عاجلاً أم آجلاً، إنّه يقتل”.
وعن علاج النفاق، قال البابا: “علاج النفاق؟؟ قول الحقيقة أمام الله واتّهام الذات. علينا أن نتعلّم اتّهام أنفسنا والقول: لقد فعلت هذا… فكّرت هكذا بطريقة شرّيرة… أشعر بالغيرة، وأودّ القضاء على ذاك الشخص… كلّ ما في داخلنا، يجب قوله أمام الله. إنّه تمرين روحيّ ليس شائعاً ولا اعتياديّاً، لكن فلنحاول فعله. فلنتّهم أنفسنا ولنرَ أنفسنا في الخطيئة والنفاق والشرّ الذي في قلبنا، ولنقل للرب “انظر يا رب كيف أنا”، لكن فلنقل ذلك بتواضع”.
وختم البابا عظته قائلاً: “إنّ المسيحيّ الذي لا يعرف اتّهام نفسه ليس مسيحيّاً صالحاً”.