الحقد يعطل البصيرة.
فتصبح كل أعمالنا وأقوالنا ومطالباتنا تنصب في مصلحة تدمير الآخر…
ولكن في الحقيقة هذا الدرب هو عينه طريق تدمير الذات!
هناك ضرورة – ليس فقط في أن تكون المحبة هي سيدة الموقف في الثورة – بل أن تكون هي الثورة بعينها. على ما يقول قديس اليوم البابا يوحنا بولس الثاني “أنّ المحبة هي الثورة الوحيدة التي لا تخون الإنسان”.
في لبنان، الذي أحبه يوحنا بولس الثاني وزاره في ظلمة التسعينات المنصرمة، اليوم تقوم ثورة. وإذا أردنا ألا تكون طريق تدمير الذات عليها أن تكون ثورة محبة :
تضع يدها على الجرح لتداويه وعلى المرض (لا المريض) لتستأصله… فلبناننا بات كله مريض.
ثورة محبة واعية…
لا تدع ألم ما آلت عليه الأمور يتحكم بعشوائية وظلامية فيقفل ما تبقى من أبواب نور.
ثورة محبة مدركة لمكامن الفساد بعيداً عن منطقين يأسران الإنسان: منطق الإستزلام لزعيم وحقد على زعيم.
ثورة محبة لا تقوم على عشوائية في توزيع الإتهام بل بمسؤولية تطالب بالحق بعيداً عن الفوضى التي لا تنتج إنتظام.
ثورة محبة ليس فيها مكان لشتّام …
ثورة محبة تبغي البنيان …
اليوم، علّنا جميعاً نأخذ برهة من الهدوء في الخفاء حين نستطيع أن نسمع لرب السماء ولنصلِّ – كلٌ على طريقته – لا لأهداف إستعراضية بل من أجل أن نعرف كيف نخرج ونعيش المحبة ثورة حقيقية!
ومع أغسطينوس القديس، نردد:
” أحبب و إفعل ما تشاء…
فالواجب دون محبة يجعلك عنيفاً
الحقيقة من دون محبة تجعلك مجرد نقّادًا
الإيمان من دون محبة يجعلك متعصّبًا
….
فإن تكلمتَ تكلم بمحبة
إن صححتَ صحح بمحبة
…
اجعل في قلبك جذر المحبة
فمن هذا الجذر لن يأتي شيء سيّء.”
S Jean-Paul II @ wikimedia commons
البابا يوحنا بولس الثاني: المحبة هي الثورة الوحيدة التي لا تخون الإنسان
في عيده اليوم 22 تشرين الأول