ثورة التضامن في المحبة مع البابا القديس يوحنا بولس الثاني

لبنان أكثر من بلد

Share this Entry
تساءل الكثيرون اين  يكمن دور الكنيسة في الحراك الشعبي في البلدان التي تشهد تغيرات بنيوية سواء في نظامها السياسي ولا سيما الاقتصادي وبشكل خاص ما يحصل على صعيد لبنان الذي كان الاحب على قلب القديس يوحنا بولس الثاني؟
لا نغربن عن بالنا بان القديس البابا يوحنا بولس الثاني كان الداعم الاساس لتحرك العمال في بولونيا والذي أخذ عنوان “التضامن Solidarité ” الذي ترأسه يوم ذاك رئيس نقابات العمال ليٍش فاليسا، وقد ادى هذا التحرك العمالي الكبير، الى اندحار النظام الشيوعي الاستبدادي، المتسبب بقتل الالاف من البولنديين، اضف الى تجويع شعب بأكمله، واضطهاد المفكرين والعلماء، وبشكل خاص اغتيال العديد من الكهنة المناهضين لسياسات الحكومات الشيوعية التي تعاقبت على الحكم في بولونيا، فمن من بينهم قديسين رفعهم فيما البابا القديس قديسين شهداء على مذابح الكنيسة.واليوم يسعى شعبنا في لبنان الذي زاره القديس البابا يوحنا بولس الثاني، ان يطلق ما يسمى “ثورة التضامن” من أجل خير الإنسان والعائلة، هذا البلد الذي طالما كان دونا حاضرا في فكر وقلب القديس البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته الرعوية للبلدان ومن على المنابر الدولية ، مقدما له الدعم المعنوي وأيضا المادي،  هذا الوطن الذي صلى من أجله القديس العظيم، ها هو نراه ينتفض من جديد مطالبا، باسترجاع هويته التي انتهكت بسبب السياسات الاقتصادية الجائرة التي اثقلت كاهل العائلة بضرائب جائرة ناهيك عن تنامي ظاهرة البطالة بين فئات الشباب وازدياد نسب التلوث البيئي والأمراض السرطانية والفساد بكل اشكاله.
فثورة التضامن هي تعبير طبيعي روحي إنساني ملموس، لحقيقة عيش المحبة في الحقيقة، انطلاقة واعدة لربيع مسيحي اسلامي، سينتشر عاجلا أم آجلا في البلدان العربية التي تعاني ما يعانيه الإنسان اللبناني، اول ثمار هذا الربيع، هو  الاتفاق الذي تم في شباط ٢٠١٩ بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر والذي أعدّ الطريق للانسان العربي من أجل المشاركة الفاعلة والمتضامنة على صعيد القيم الروحية والإنسانية، من أجل بناء بيتنا المشترك والحفاظ على كرامة الإنسان مهما كان دينه ولونه وعرقه ولغته.
أيها القديس العظيم، صلِّ لاجلنا، آمين
Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير