لأنّ طيوب الوطنيّة الحقّة عبقت في داخله، عطرَ كرامة، وشهامة … حمل مشعله وسار… في قلبه النّور… وفي فكره النّور ….
انطلق ونور العناية الإلهيّة قنديل الدّرب… انطلق مواطنًا يعشق أرضه، ويفتخر بها… فبات المواطن الصّالح، الّذي يسعى إلى تكريس عمره، في سبيل بناء المواطن – الإنسان.
عاش حياته، وهو يؤمن بوطن الحبّ، والخير … بالانتماء إلى أرض، تربتها الإيمان والقداسة. افتخر بجمال بلاده، وشعر أنّ رائحة البخور تفوح من سفوح الأودية، والقرى، والابتهالات والصّلوات والتّرانيم تكلّل التّلال، بنورانيّة الإبداع الإلهيّ…
أحبّ وطنه وهام بمناظره الخلّابة …لطالما ردّد:”لبنان موطن الآباء والجدود، هو قطعة هبطت من السّماء لتكون موطئًا لقدَميْ المسيح عند مجيئه، ولذلك بارك المسيح لبنان يوم وافى تخوم صور وصيدا، فأضحى لبنان الصّخرة الحقيقيّة للإيمان، والينبوع الصّافي للمحبّة.”
عاش العمر، وهو يؤمن بمشروعٍ يحترم الحياة…. بمشروع الإنسان الهادف إلى بناء الأجمل، ذاك الإنسان السّاعي إلى توقيع الخيرعلى صفحات يوميّاته، ذاك المواطن الّذي يتسلّح بالفضائل، فيحيا مقدّسًا تراب وطنه، ومحترمًا قوانينه.
أراد رسم مجتمعٍ متماسك بالإيمان، والوطنيّة الحقّة، تلك الوطنيّة الّتي تعمل ولا تكثر من الثّرثرة…. ، لذلك كان يقول: ” ما كلّ من قال: الوطن، الوطن ، صار وطنيًّا … بل من يعمل لرفع الوطن وإعلاء شأنه… هو الوطنيّ…”
طموح “يعقوب” ساهم في بناء مجتمعٍ، حيث ترك التماع أهدافه، بريق جمالٍ في فرحِ الانسان – المحتاج، والمتألّم … في بناء المواطن الصّالح، في بناء وطن الإنسان- المسيحيّ…
ليتنا نتمثّل بتعاليم الكبّوشي، فنشعل حبّ الوطن في قلوبنا، ونسعى إلى بناء نفوسنا على أساس المسيح، عندها نصبح أبناء الخير، والحبّ، والسّلام، عندها نرفع رايات الحقّ والمحبّة، عندها نبني وطن الإيمان، والسّلام….